&محمد ياسين الجلاصي


ضرب «زلزال» سياسي حزب «نداء تونس» العلماني وانعكست ارتداداته على البرلمان حيث خسر الحزب الذي يقود الائتلاف الحكومي الغالبية بانشقاق 32 نائباً عن كتلته النيابية، تتويجاً لتجاذبات حادة فشل الرئيس الباجي قائد السبسي في تفاديها.


واستعادت حركة النهضة الإسلامية الصدارة في البرلمان حيث باتت الكتلة الأكبر ممثلة بـ 69 نائباً، في مقابل 52 ظلوا على ولائهم للسبسي.
وقال الناطق باسم المنشقين عن «نداء تونس» النائب حسونة الناصفي في مؤتمر صحافي أمس، إن 32 نائباً قرروا الانسحاب من كتلة الحزب في البرلمان احتجاجاً على عدم انعقاد الهيئة التنفيذية التي تُعد الهيكل الشرعي الوحيد للحزب.


وأتت الاستقالات الجماعية من الحزب بعد خلافات ظهرت إلى العلن وتجسدت بعراك وعنف متبادل بين قيادات الحزب المنقسمة إلى جناحين، الأول يقوده نجل الرئيس التونسي، نائب رئيس الحزب حافظ قائد السبسي، فيما يقود الثاني أمين عام الحزب محسن مرزوق.


وقال النائب الناصفي إن «الاستقالة تأتي احتجاجاً على محاولات فرض مسار غير ديموقراطي على الحزب»، إذ يُتهَم نجل السبسي بالسعي إلى الهيمنة على «نداء تونس» الذي أسسه والده قبل ثلاث سنوات، وسط اتهامات من المعارضين للرئيس بالتواطؤ في مخطط لتوريث نجله الحزب والسلطة.
وبهذا الانشقاق فقد «نداء تونس» عملياً، مركزه الأول في الانتخابات البرلمانية التي أجريت منذ سنة. ولم ينفع في إقناع المنشقين، نفي الرئاسة تدخلها في الصراع بين الجناحين واستنكارها الزج بها في خلافات حزبية داخلية، إذ رفض المنشقون لقاء الرئيس.
وعلى رغم الغالبية التي باتت تؤهلها استعادة السلطة، فان مصادر «النهضة» حرصت على تأكيد أنها لن تطالب حالياً بتغيير رئيس الحكومة، خصوصاً بعد لقاء جمع أخيراً بين السبسي وزعيم الحركة راشد الغنوشي الذي نقل عنه تجديد دعم «النهضة» للرئيس ورئيس الوزراء الحبيب الصيد.
على صعيد آخر، اعتقلت القوات التونسية 7 عناصر «تكفيرية» تراوح أعمارهم بين 19 و47 سنة وبينهم امرأتان، في منطقة رمادة في محافظة تطاوين القريبة من الحدود مع ليبيا (جنوب). وأفيد أن المجموعة كانت في طريقها إلى الأراضي الليبية للالتحاق بتنظيم «داعش».
وأعلنت مصادر أمنية تونسية أن هذه المجموعة على صلة بأخرى اعتُقلت في المنطقة قبل 5 أيام، وكانت تخطط أيضاً لمغادرة الأراضي التونسية خلسة للالتحاق بتنظيم «داعش» في منطقة صبراتة الليبية. وأشارت الوزارة إلى أن الخمسة «تبنوا الفكر التكفيري من خلال مقاطع فيديو تحريضية نشرت على الإنترنت، تضمنت عمليات قتل وذبح يمارسها أتباع «داعش». وأبدى الخمسة رغبتهم في الانضمام إلى مسلحي التنظيم في سورية، من خلال التنسيق مع أحد الليبيين لتسهيل تسللهم إلى بلاده، للانتقال منها إلى الأراضي السورية عبر تركيا.
كما فككت وحدات أمنية في جزيرة جربة السياحية (جنوب شرق) خلية تكفيرية من 5 عناصر تنشط في استقطاب الشباب وتسفيرهم إلى بؤر التوتر في ليبيا وسورية والعراق، كما أفاد بيان لوزارة الداخلية.