بغداد - "الحياة": استطاعت قوات «البيشمركة» الكردية أمس تحرير قضاء سنجار من سيطرة «داعش»، ممهدة الطريق للهجوم على التنظيم في الموصل، بعدما قطعت إمداداته من سورية، حيث سيطر تحالف «قوات سورية الديموقراطية»، المدعومة أميركياً، على بلدة الهول، وهي معقل التنظيم في ريف الحسكة الشرقي وتبعد 60 كلم عن سنجار. وشدد رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، خلال إعلانه «تحرير» القضاء أمس، على أن «البيشمركة» وحدها شنت الهجوم وهزمت «داعش»، محذراً من رفع أي علم غير علم الإقليم في هذه المنطقة المتنازع عليها بين أربيل وبغداد، ومؤكداً أنه سيبدأ الإجراءات القانونية لإعلانها محافظة وضمها إلى كردستان.

في واشنطن، أكد الرئيس باراك أوباما «احتواء داعش» في العراق ووقف تقدمه في سورية، فيما قال الناطق باسم التحالف الدولي الكولونيل ستيف وارن إن تحرير سنجار «جزء من عملية عزل الموصل» التي يسيطر عليها التنظيم منذ الصيف الماضي (أ ف ب).

وقال بارزاني، خلال مؤتمر صحافي في سنجار: «في هذا اليوم التاريخي سجلت قوات البيشمركة ملحمة تاريخية، وأنا هنا لإعلان تحرير سنجار» التي «تحررت بدماء البيشمركة وأصبحت جزءاً من كردستان وسنعمل مع الحكومة العراقية لجعلها محافظة». وأشار إلى أن «تحرير سنجار يمثل أهمية كبيرة وسيؤثر كثيراً في عملية تحرير الموصل، ولا شك في أن تحقيق الانتصار في أي مكان له تأثير في المناطق الأخرى». وأكد عدم مشاركة أي قوة عسكرية أخرى غير «البيشمركة» في عملية التحرير. وزاد: «لن يسمح برفع أي علم سوى علم إقليم كردستان».

وقال وارن: «هذا (تحرير سنجار) جزء من عملية عزل الموصل، المعقل الرئيسي للتنظيم في شمال البلاد»، مشيراً إلى أن «القضاء يقع على الطريق السريع، وهو طريق رئيسي ومهم للإمدادات» يربط الموصل بسورية.

إلى ذلك، قال أوباما في تصريحات بثتها قناة «إي بي سي نيوز» أمس، إن الولايات المتحدة أوقفت تقدم «داعش»، داعياً الى تشديد الحملة لـ «القضاء بشكل كامل» على التنظيم. وأضاف: «لا أعتقد بأنهم (داعش) لديهم القوة». وتابع «منذ البداية كان هدفنا احتواءهم، ولقد احتويناهم. لم يسيطروا على أراض في العراق». أما «في سورية، فيأتون وسيغادرون. ولكن لا نرى تقدماً منهجياً لهم على الأرض». وزاد: «ما لم نتمكن من القيام به بعد هو القضاء بشكل كامل على هيكلية قيادتهم وسيطرتهم. لقد حققنا بعض التقدم في الحد من تدفق المقاتلين الأجانب» وأضاف أن «جزءاً من هدفنا يجب أن يكون مخصصاً لتجنيد شركاء سنّة أكثر فاعلية في العراق للانتقال إلى مرحلة الهجوم بدلاً من الاكتفاء بالدفاع». وحذر من أن النزاعات الإقليمية «ستستمر حتى نتمكن من إيجاد حل للوضع السياسي في سورية، وذلك عندما لا يعود (الرئيس بشار) الأسد (يشكل) عائقاً أمام السنّة، وعندما لا تعود المنطقة برمتها تخوض حرباً بالوكالة عن الصراع الشيعي- السني... أود أن أميز بين التأكد من أن المكان (الشرق الأوسط) بات مثالياً (على الصعيد الأمني)، وهذا لن يحدث في وقت قريب، ومن أن داعش سيواصل تراجعه ويفقد القدرة على شن عمليات مثلما يفعل الآن».