راجح الخوري

تشكل قمة مجموعة العشرين الكبار التي تبدأ غداً في إنطاليا محطة بالغة الأهمية لسببين:

أولاً - لانها تجمع قادة الدول الأكثر تأثيراً على الساحة الدولية سياسياً وإقتصادياً، فالمعروف ان دول المجموعة تمثل ٩٠٪‏ من الاقتصاد العالمي، و٨٠٪‏ من التجارة الدولية، وثلثي سكان العالم، وكانت قد بدأت تنظيم إجتماعاتها على مستوى القمة عام ٢٠٠٨ بعد الأزمة المالية العالمية، التي لم تتعافَ منها دول كثيرة حتى الآن.

ثانياً - لأن الملفات السياسية والأمنية الساخنة ستشق طريقها الى المناقشات بين الزعماء الحاضرين، بطلب من مُضيف القمة رجب طيب اردوغان الذي يحرص مثلاً على طرح قضية الإرهاب والأزمة السورية وخصوصاً لجهة موضوع اللاجئين الذي بات يمثّل مشكلة إقليمية ودولية.

الملك سلمان بن عبد العزيز الذي إختارته مجلة "فوربس" الأميركية قبل عشرة ايام من اوائل الشخصيات الأكثر نفوذاً في العالم، والذي رأس قبل يومين القمة العربية الأميركية الجنوبية، التي جمعت زعماء من ٣٤ دولة وناقشت قضايا محورية ستطرح خلال إنطاليا، سيكون نجم قمة العشرين من منطلق مروحة القضايا والملفات التي سيتناولها الزعماء العشرون، والتي تلعب المملكة العربية السعودية دوراً محورياً فيها.

على المستويين الأقليمي والدولي ليس خافياً أهمية الدور السعودي وفاعليته في المسائل الاقتصادية، وخصوصاً في هذه المرحلة الحساسة المتصلة مثلاً بسوق النفط، وتأثير ذلك على الدورة الاقتصادية العالمية، إضافة الى محورية الدور السعودي المؤثّر والمقرر بنسبة كبيرة في حفظ التوازنات الاقتصادية الاقليمية.

إذا انتقلنا الى الملفات الأخرى، فإن السعودية تلعب أيضاً دوراً محورياً وحاسماً في محاربة الإرهاب الذي يشكّل هاجساً ثقيلاً على المستويين الأقليمي والدولي، فالملك سلمان تعمّد في افتتاح القمة العربية الأميركية الجنوبية الدعوة الى إرساء تنسيق مشترك في مواجهة خطر الإرهاب، وهذا يأتي في سياق حرب لا هوادة فيها تشنها المملكة على المنظمات الإرهابية منذ زمن بعيد، وليس خافياً مثلاً ان باراك اوباما كرر دائماً الإشادة بنجاح السعودية في محاربة "القاعدة" والتنظيمات الأخرى حتى قبل ظهور "داعش".

ولأن التطورات العاصفة والدراماتيكية الإقليمية وخصوصاً في سوريا والعراق واليمن لها انعكاسها على دورة الاقتصاد العالمي، ولأن السعودية لاعب محوري ومقرر في الاقليم، وخصوصاً الآن بعدما أطلق العاهل السعودي "عاصفة الحزم" دعماً للشرعية اليمنية، ووقفاً للتمادي الإيراني في التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، فإن حضوره في قمة مجموعة العشرين الكبار سيكون له تأثيره العميق في أعمال القمة ونتائجها، فالملفات السياسة والأمنية كالوضع في سوريا والعراق ومحاربة الارهاب، ستجتاح نقاشات القمة وكلمته في كل هذا ستكون مسموعة بكثير من الاهتمام والإنتباه.