&خلف الحربي
جاءت تفجيرات باريس الآثمة بمثابة الهدية الغالية لجزار دمشق بشار الأسد وحلفائه الإيرانيين والروس، فقد استهدف الإرهابيون فرنسا التي طالما وقفت ضد بقاء بشار في السلطة ودافعت عن حقوق الشعب السوري منذ الأيام الأولى للثورة السورية.
على أية حال، فإن فرنسا التي قدمت للعالم مبادئ حقوق الإنسان واللقاحات الأساسية التي خفضت معدل الوفيات في هذا الكوكب وإشعار فولتير ورامبو، قادرة دون شك على استعادة توازنها بعد صدمة التفجيرات المريعة خصوصا وأنها أكثر الدول الغربية احتضانا للإسلام والمسلمين، ولكن مأساتنا نحن المسلمين مع هذه التنظيمات الإرهابية سوف تستمر طويلا ما دمنا لا نملك الشجاعة على الاعتراف بخطورة البيئة الفكرية التي أنتجتها.
سوف يبقى بشار وأمثال بشار يقتلون عشرات الآلاف من الأبرياء ما دامت هذه التنظيمات موجودة وتخدم أهدافهم والعكس صحيح، فوجود بشار في السلطة مع كل هذا الدعم العسكري الروسي والإيراني بالإضافة إلى مشاركة مقاتلي حزب الله اللبناني، هو أكبر ضمانة لبقاء داعش وما يشبهها من التنظيمات المتطرفة، لأن الإحساس بغياب العدالة في هذا العالم سوف يشجع المزيد من الشباب على الانخراط في هذه التنظيمات الدموية.
لذلك، فإن محاربة داعش دون محاربة بشار تبدو وكأنها مهمة مستحيلة وعبثية، وأكبر دليل على ذلك فشل كل الحملات العسكرية التي قادتها الدول العظمى ضد هذا التنظيم الإرهابي، لأن النتيجة مهما كانت كبيرة ودموية ووحشية فإنها تخسر ثلاثة أرباع قوتها بزوال السبب الرئيسي الذي ساهم في ازدهارها.
إذا كان هذا العالم يملك رغبة حقيقية في القضاء على هذا التنظيم المتوحش، فعليه أن يخلص السوريين أولا من وحشية بشار وحلفائه، فقبل مجازره وجرائمه الكيماوية لم يكن لهذا التنظيم وجود في سوريا، وكذلك الحال في العراق حيث لولا سياسات حكومة المالكي الطائفية وحلفائها الإيرانيين لما نجح هذا التنظيم في احتلال مساحات شاسعة من الأراضي العراقية في غمضة عين.
التعليقات