&عمر المحبوب


يعيش السعوديون على مدار تسع ساعات اليوم، ثالث تجاربهم الانتخابية العامة، حين يتجه نحو 1.7 مليون ناخب إلى نحو 1500 مركز اقتراع، للإدلاء بأصواتهم، للاختيار من بين 6900 مرشح. وما يميز الانتخابات الأخيرة، التي جاءت بعد نحو ستة أشهر من تسجيل الناخبين فالمرشحين فإعلان القوائم والطعون والاستبعاد، أن المرأة تشارك فيها ناخبة ومرشحة، فثمة 900 مرشحة يخضن السباق الانتخابي للفوز بمقاعد في 284 مجلساً بلدياً. وسجلت 131 ألف امرأة في قيد الناخبين، ما يتيح لهن الإدلاء بأصواتهن.


وطغى حضور المرأة على المشهد الانتخابي، مثيراً «موجة اعتراضات» لدى البعض، وخصوصاً في ما يتعلق بمنحها حق الترشح، إذ أثار حفيظة بعض ذوي التوجهات المحافظة، الذين شنوا هجوماً عنيفاً على هذه الخطوة، واستغل بعضهم خطب الجمعة أمس، لدعوة الناخبين إلى عدم التصويت للمرأة في انتخابات اليوم. فيما استغل آخرون شبكات التواصل الاجتماعي لتوجيه دعوات بعدم التصويت لها من خلال تغريدات في «تويتر» أو تدوينات في «فايسبوك».


ويتنافس المرشحون والمرشحات على 2106 مقاعد. فيما يعين وزير الشؤون البلدية والقروية 1050 عضواً، يمثلون ثلث المجموع الكلي لأعضاء المجالس البلدية. وصدر قرار في وقت سابق برفع حصة المنتخبين من أعضاء المجالس البلدية من النصف إلى الثلثين، إضافة إلى خفض سن الاقتراع من 21 إلى 18 سنة، وكذلك إشراك المرأة ناخبة ومرشحة.
وأمس، دخل المرشحون مرحلة «الصمت الانتخابي»، فيما بدأوا في إزالة جميع مظاهر حملاتهم الانتخابية. وعلمت «الحياة» أن مرشحين بدأوا جولات مكوكية «سرية» لحشد أصوات ناخبيهم، ومعرفة المرشحين المنافسين، في محاولة أخيرة لسحب البساط منهم. وحذرت اللجنة العامة للانتخابات البلدية المرشحين من عدم إزالة جميع المظاهر الانتخابية الخاصة بهم، بعد انتهاء المدة المحددة للحملات الدعائية (منتصف ليل الخميس)، مؤكدة أنه سيتم «ضبط المخالفين وإزالة المخالفات على حساب المخالف».


وبدأ مراقبو الحملات الانتخابية برفع تقارير خاصة بالمخالفات إلى اللجنة العامة. وأشارت مصادر لـ «الحياة» إلى رصد مخالفات عدة، أبرزها قيام مرشحين بوضع صورهم على مقاطع فيديو دعائية لهم، ما يعتبر مخالفة صريحة لأنظمة الحملات الانتخابية الدعائية، التي حذرت منها اللجنة العامة للانتخابات غير مرة، إضافة إلى قيام مرشحين باستخدام بعض الأبنية التجارية الخاصة، ومنشآت حكومية في وضع لوحاتهم الدعائية، وكذلك وضع صورهم الشخصية.


وحاول بعض المرشحين تصيد أخطاء مرشحين في الدعاية الانتخابية للطعن فيهم في حال الفوز، من خلال إرسال بعض الأشخاص لمتابعة حملتهم الدعائية. ورجحت مصادر أن يشهد بعض الدوائر الانتخابية منافسة شديدة، وخصوصاً الدوائر التي تنافس فيها المرأة الرجل.
وإذا كان المرشحون دخلوا مرحلة الصمت الانتخابي، إلا أن هذا لم يمنع البعض من القيام بتحركات أخيرة لضمان فوزه بمقعد، من خلال القيام بزيارات إلى شخصيات قبلية ودينية لها قاعدة شعبية واسعة، لإقناعها بأنه «المرشح الأفضل» لهذه الدائرة، في محاولة للتأثير على بقية الناخبين وضمان أصواتهم.