& هيام بنوت

&

&• شيرين عبد الوهاب لم تتعمّد إطالة وصْلتها الغنائية في «هلا فبراير»... كل ما في الأمر أنها «سلْطنت»!

• خلال وجودي في الكويت «كسَّرتُ الدنيا» على مسرح «هلا فبراير»

• أنا «بنت مسليّة» أحب الكلام ... وأضحك على نفسي

• في الكويت أشعر بأني في بلدي وعند أهلي

• أشعر بأني أطير لأنني أغني مع «أخطبوط العود» عبادي الجوهر
بالرغم من أنها لا تستطيع العيش بعيداً عن الفرح... أصبحت زوجة مزعجة!

ففي أولى تجاربها التمثيلية، تطلّ اللبنانية يمنى شري في مسلسل «المشاغبون» للمنتج مروان حداد، إذ تلعب دور زوجة الإعلامي جوزف حويّك، النكدة والعصبية والسيئة الطباع، وهي شخصية بعيدة جداً عن شخصيتها «المرحة الضحوك المسلية» (كما تقول هي عن نفسها)، فهل يكون التحدي أمامها كبيراً جداً؟

«الراي» التقت الإعلامية يمنى شري التي كانت لها تجارب سابقة في الغناء أيضاً، تؤكد أن الإعلام هو المهنة التي تعتاش من ورائها، ولكن هذا لا يمنع خوضها تجارب تحبها إلى جانبه (كالغناء والتمثيل) من دون أن يعني ذلك احترافها أياً منهما، بل هي تتعامل معهما كهوايتين فقط، ويمكن أن تطلّ عبرهما من وقت إلى آخر.

شري التي غادرت الكويت أخيراً بعد زيارة فنية شاركت خلالها في تقديم مهرجان «هلا فبراير»، تحدثت عن علاقتها بالكويت وشعبها، معرِّجةً إلى علاقتها بهذا المهرجان الذي بدأت بمواكبته منذ العام 2000 وكبرت معه، كما تطرقت إلى بعض كواليسه... إلى جانب مواقف أخرى باحت بها لـ «الراي»، نورد تفاصيلها في هذه السطور:

● كيف تقيّمين أولى تجاربك التمثيلية، كيف ولماذا اتخذتِ هذا القرار؟ وهل ستكملين في هذا المجال أم أنك ستنسحبين منه كما فعلتِ سابقاً في مجال الغناء؟

- بالنسبة إلى الغناء، الناس هم الذين توقّعوا أن أدخل المجال وأستمر فيه، بينما أنا كنت أعرف ما الذي أريده من التجربة. الناس يعرفون يمنى التي تضحك وتمرح و«تنطنط»، ولكنهم لا يعرفون أنني أتروى كثيراً قبل اتخاذ اي قرار. قراراتي ليست عشوائية على الإطلاق، وهذا سرّ من أسرار النجاح. عندما دخلتُ المجال الغنائي، تلقيتُ عروضاً لعقود غنائية وإنتاج ألبومات، ولكنني كنت أعرف أنني دخلته من منطلق خاص، وهو غناء أناشيد فرح ترتبط بعملي الإعلامي. أنا أطوّع صوتي لخدمة عملي الإعلامي، لأنه مملكتي. هذا هو الإطار الغنائي الذي أريده.

● ولماذا لا تحترفين الغناء؟

- لأنه ليس طموحي! قبل أن أسافر إلى الكويت لتقديم مهرجان «هلا فبراير» تحدثتُ إلى زياد بطرس الذي لحّن لي كل أغنياتي، لأن هناك مشروعاً في بالي كتبتُ فكرته وقلت لبطرس إنني أريد أن أغنّيه بصوتي، ولكن ليس بهدف احتراف الغناء أو لإصدار ألبوم. ● أنتِ إذاً بصدد إصدار «سنغل»، وهذا يعني أنه يمكن أن تُفتح الأبواب أمامك وتصلك عروض غنائية؟

- الأبواب فُتحت ولكنني أغلقتها، لأن التحول إلى مغنية وإحياء الحفلات والمهرجانات ليس طموحي. توجد لدي هوايات وأشياء لذيذة في شخصيتي ورؤيتي وصوتي و«الكاراكتر» الذي أحمله، وأنا أشتغل عليها «وأفش خلقي بها»، ولكنني لا أمتهنها.

●هل تخيفك أجواء الغناء التي نسمع عنها الكثير؟

- كل الأجواء لا تخلو من الخطورة بما في ذلك المجال الإعلامي. أي مجال تحت الأضواء فيه «زغزغة» العيون والمال والشهرة، ويضمّ السيئ إلى جانب الجيد، وفيه المنافسة غير الشريفة. أنا وغيري نعاني الكثير ونتعرض للكثير. مجال الشهرة والأضواء متعب وجميل ومغرٍ، ولكنه لا يخلو من الخطورة للذين يخافون على أنفسهم ولا يعرفون ماذا يريدون. لكنني أعرف جيداً ماذا أريد وأعرف حدودي، ومع الوقت صار الآخرون يعرفون «شو أنا» وأين حدودهم معي وحدودي معهم. وأنا تعبتُ كثيراً إلى أن وصلتُ إلى هذا المكان. هناك خطوط حمر أقف عندها بسعادة وأحبها وأفاخر بأن «الآخر» يعرفها ويحترمها.

● انطلاقتك الإعلامية كانت قوية عبر محطة تلفزيونية كانت عالية المشاهدة، ومن خلال برامج ناجحة ومهمة، وفجأة أصبحتِ في مكان آخر. ومع أنك لا تزالين موجودة في الإعلام لم تعودي نجمة، ولم تعد صورك تتصدّر أغلفة المجلات، ولم يعد اسمك بين الأسماء التي تنافس إعلامياً؟

- ليس غروراً، ولكن من قبيل الفخر بالنفس والموضوعية، فإنني لا أتقبل الكلام الذي قلتِه، وربما قلتِه لاستفزازي، وأنا لا أُستفزّ لأنني فتاة حقيقية مع نفسي قبل الآخرين. ما تقولينه، أنا لا أراه، أولاً لأنك ربما لا تتابعينني أسبوعياً، أو أنك على شاشة اعتدتِ مشاهدتي عليها، لأنني في مكان آخر. مَن يرد أن يشاهدني، فعليه أن يفعل ذلك من خلال متابعة الشاشة التي أطل عليها، وجمهوري يتابعني من حيث أطلّ. لا يمكنني أن أسأل كل شخص على أي شاشة يفضّل أن تشاهدني كي ألبي رغبته. ثانياً، الوضع لم يعد تناسبه صيغة هذا السؤال، لأن المجلة الأسبوعية أو الشهرية فقدت دورها كما في السابق في ظل اجتياح الصحافة الإلكترونية. وخلال وجودي في الكويت «كسّرت الدنيا» على مسرح «هلا فبراير»، وبعد نصف الساعة كانت صورتي مع الفيديو في الصفحة الأولى على كل المواقع الإلكترونية. الواقع الإعلامي تغيّر وأنا أواكب الواقع الإعلامي الجديد. هل هذا يعني أنني لا أحب أن أشاهد صورتي على غلاف مجلة؟ طبعاً أحبّ ذلك، ولكن السرعة التي نعيشها والنمط التكنولوجي الذي غيّر معه اشياء كثيرة، ومن ضمنها الإعلام، لا بد أن يدفعني إلى مواكبته. أنا أعير اهتمامي إلى كل أنواع الصحافة لأنني أنتمي اليها، ولكن عندما أجد أن خبراً يخصني انتشر بعد نصف الساعة فقط على كل المواقع الإلكترونية، أو ربما بعد 5 دقائق، لا يمكنني سوى ان أعتبر أنني أتممتُ مهمتي. أنا موجودة في التقنية الجديدة الموجودة في الإعلام.

● ما أقصده أن هناك منافسة أنت غير موجودة فيها بين أسماء محددة فرضت نفسها تحت دائرة الضوء، من بينها أروى ووفاء الكيلاني ومنى أبو حمزة ورابعة الزيات؟

- لم أرضَ في الماضي ولن أرضى حالياً أن أكون بين هذه الأسماء. كل الناس خير وبركة، وقد يكنّ بنفس أهميتي، وربما كنّ أكثر أهمية مني. ولكنني أقر وأعترف بأن مكاني الإعلامي هو «حصرياً» لي أنا فقط، وقد حاول الكثيرون أن يدخلوه، ولكنهم فشلوا .

● ولكن أي إعلامي يتمنى الظهور على محطة معروفة ويحظى بمتابَعة كي يتابعه كل الناس؟

- لا أريد أن أشكو همي للناس كي لا أزعجهم ولاسيما الجمهور. أنا أشكر الله على أنه لا يزال هناك جمهور يتابعنا في حين أن الناس يشرّدون ويموتون جوعاً وبرداً ويغادرون بيوتهم ويهاجرون بحثاً عن لقمة العيش. نحن نعاني إعلامياً، لأن الأزمة الاقتصادية تطال كل شيء والإنتاج لم يعد كما كان في السابق.

● بالنسبة إلى تجربتك التمثيلية، كيف اقتحمتِ هذا المجال؟

- هي تجربة ومغامرة مدروسة لها علاقة بشخصيتي. أنا أقرر ماذا أريد وأفعله، وقراراتي ليست فجائية أو بنت اللحظة. منذ فترة بعيدة وأنا أتلقى عروضاً تمثيلية، ولكنني كنتُ أرفضها، مع أنني لا أحب استخدام كلمة رفْض لأنها مهينة للآخر، ويمكن القول إنني كنت أخاف. أنا تعبتُ على نجاحي ومن الطبيعي أن أخاف عليه، ولا أحب أن يُخدش أو يُجرح، وأي إضافة إليه أفضّلها حقيقية وليس «بلا طعمة».

قبل عامين، ومن ضمن اللقاءات التي كانت تحصل بيني وبين المنتج مروان حداد، كان يشجعني على خوض التجربة ويقول لي: «أنا شايفك» (ممثلة)، ولكن يومها كنت أسمع وأضحك. ومع الوقت، قلتُ لمَ لا. ومعلوم أن مروان حداد ليس بمغامر بل منتج ناجح وأعماله كلها ناجحة وراقية وتحقق الانتشار والنجاح. وكان بإمكانه أن يقول لي أنتِ إعلامية ناجحة، ولم يكن مضطراً إلى أن يدعوني إلى خوض تجربة التمثيل ما لم يكن لمس عندي شيئاً.

● هل وضعتِ في الاعتبار أنك إعلامية معروفة، لناحية الدور وأهميته؟

- على الإطلاق. وضعتُ كل ثقتي بمروان حداد واعتبرتُ أنه لا علاقة لكوني إعلامية معروفة بالدور. تعاملتُ مع التجربة على أنني ما زلتُ مبتدئة في مجال جديد سخّرتُ كل تركيزي فيه، ولولا غلاوة ومكانة مهرجان «هلا فبراير» لما كنتُ قبلت بتقديمه، لأنني ابنة هذا المهرجان و«تربّينا» وكبرنا معاً. أحياناً أصل إلى موقع التصوير قبل فريق العمل، ولا يمكن أن أنكر أن العمل في التمثيل متعب جداً، وظروف تصوير مسلسل ليست سهلة. مثلاً نحن صوّرنا في منطقة بكفيا مع أن درجة الحرارة كانت صفراً.

● هل نفهم أن دورك لن يكون رئيسياً في العمل؟

- بالنسبة إليّ هو دور رئيسي، وبالنسبة إلى المنتج مروان حداد فإن إطلالتي فيه ستكون إطلالة خاصة.

● كيف تتحدثين عن أول يوم تصوير؟

- أول يوم تصوير كان في منطقة فاريا في ظروف مناخية سيئة، ولكن «المهضوم» أننا نضحك كثيراً، لأنني لا أستطيع العيش في مكان بعيد عن الضحك والتسلية، في حين أن دوري «نكد» وأقدم دور امرأة عصبية و«مشكلجية». ولذلك، كنت أطلب منهم التوقف عن الضحك للدخول في «مود التعصيب»، وهذا الجو الذي لا ينتمي إليّ أبداً، ولذلك سيكون التحدي كبيراً جداً. من الصعب جداً أن أوقف فمي عن الكلام والضحك، حتى أنني أضحك أحياناً على نفسي.

● مَن يشاركك في هذا العمل؟

- كاتيا حرب، يوسف حداد، نيكولا معوض وغيرهم. ولكن الصديق والمشجع الأكبر لي هو جوزف حويك، الذي لم يعد يوجد مثله الكثير، وهو شخص رائع. مَن هم مثلي ومثل جوزف أصبحوا على طريق الانقراض. لم يعد هناك زملاء يشجع بعضهم بعضاً كما نفعل نحن.

● هل أحببتِ تجربة التمثيل؟ وهل تتوقعين أن تفتح أمامك الأبواب وخصوصاً أنك لم تحبي الغناء؟

- بل أحب الغناء كثيراً.

● أقصد لم تحبيه كمهنة لك؟

- ليس بالضرورة أن نحب أو نكره المجالات التي نمتهنها. أنا إعلامية بالدم، وهذا لا يمنع أن أعمل في مجالات أخرى إلى جانب الإعلام، وعدم امتهاني الغناء لا يعني أنني لا أحبه. وبالنسبة إلى التمثيل، لا يمكن أن أمتهنه، لأن الإعلام هو مهنتي، ولكن هذا لا يعني أنني لا يمكن أن أكرر التجربة إذا حققتُ نفسي فيها. خططي في التمثيل ليست بعيدة الأمد، وأركّز في الوقت الراهن على تجربتي الحالية وعلى العمل كي أكون جيدة فيها.

● كيف تتحدثين عن أجواء «هلا فبراير» 2015؟

- كانت أكثر من رائعة. الدعوة التي وُجهت إليّ كانت مُحِبة ولطيفة وكريمة، وفيها قيمة لي ولاسمي ولحضوري في الكويت، وهذا الأمر أفرحني، ولذلك قصدتُ الكويت بكل وجداني. في الكويت تحديداً، لا أشعر بأنني أقصد بلداً وجمهوراً آخرين، بل أشعر بأنني في بلدي وعند أهلي، لأنني منذ العام 2000 وأنا ألتقي مع جمهور «هلا فبراير» لمدة شهر كامل، وهو بالنسبة إليّ يعادل عاماً كاملاً، لأنه يكون عامراً وحافلاً ونشيطاً وناجحاً ومتألقاً وتصاعدياً. وأنا أجزم بأنه لا أحد عاش نجاحاً في بلد عربي أو في مهرجان كما يحصل معي في «هلا فبراير»، وهذا رضا وتوفيق من رب العالمين. منذ فترة طويلة لم أشارك في هذا المهرجان، مع أنني قصدتُ الكويت مرات عدة لإحياء حفلات خاصة، والاستقبال الذي حظيت به كان عارماً وجميلاً، ومن قلبي غنيت مع الجمهور «هلا يمنى هلا» على المسرح، وأنا قدمتُ عبادي الجوهر ثم طلبتْ مني إدارة المهرجان تقديم شيرين عبد الوهاب، هذا عدا اللقاءات الصحافية والجمهور والاستقبال في المطار والفندق. أمضيت في الكويت 3 أيام لم أنم خلالها لحظة واحدة.

● أثارت حفلة شيرين عبد الوهاب بلبلة كبيرة، وهناك مَن اعتبر أنها لم تكن متزنة على المسرح، بل بالغت في الرقص، وهناك مَن اعتبر أنها تجاوزت الوقت المخصص لوصلتها. كم تبلغ نسبة الحقيقة حول هذا الحفل؟

- ما أعرفه أن شيرين كانت «مسلْطنة» كما لم تكن من قبل. هناك أشخاص نعرفهم ويجب أن نتقبل شخصيتهم، ومَن يعرف شيرين لا يمكن إلا أن يتقبلها، فهي مشاغبة في الحياة والفن وليست «تمثالاً» على المسرح، والكل يعرف ذلك. ومَن أَحب أن يكتب عن هذا الموضوع، هو حرّ ولكنه لم يخترع البارود. شيرين لم تمثل، بل قدمت نفسها كما هي. ربما هي أطالت وصلتها الغنائية وكانت وصلة عبادي الجوهر بعد وصلتها، ولكنها لم تتعمد ذلك، ولم تكن تقصد أن تأخذ دورها ودور غيرها، بل كل ما في الأمر أنها «سلطنت». خلال متابعتي لوصلة شيرين، حضرتُ أيضاً مع عبادي الجوهر في الكواليس، وغنينا معاً على العود. غنيتُ لفيروز وأغنيته «من عذابي»، وهو يحب أن يسمعها بصوتي.

● هل عرض عليك الغناء بشكل دويتو؟

- هو غمز في هذا الموضوع عندما «نده» لأمير عبد المجيد وقال له «اسمع». هو لم يعرض عليّ الغناء معه بشكل مباشر، ولكنه يحب أن يسمعني عندما أغني، وأنا أحب غناءه وأشعر بأني أطير لأني أغني مع «أخطبوط العود». وقد تم تصوير غنائنا معاً وانتشر على مواقع التواصل الاجتماعي.

-● ما مشاريعك القريبة؟

- انتهيتُ من إطلاق فكرة برنامج جديد، وكنا في مرحلة الدراسة الإنتاجية للدخول في الحلقة صفر، ولكن خطوة التمثيل جعلتني أرجئها لمدة شهر أو شهرين، لأن هناك فرصاً لا يمكن تفويتها. ولأنني أؤمن بحاستي السادسة، وجدتُ أنني يجب أن أبادر حالياً بخطوة التمثيل. أنا أتعامل مع التمثيل وكأنني أقف للمرة الأولى أمام الكاميرا وليس بطريقة أنني «يمنى المشهورة... ويلا صوّروا... أنا طرزان»!

&