&مبارك محمد الهاجري&

إيران تساوم، وأميركا تساوم، وكلاهما يجتمعان معا، كل بضعة أشهر، وكل منهما يطرح ما لديه من أوراق رابحة، هكذا يظن، وأصبحت منطقة الخليج، بل والشرق الأوسط بأسره، عرضة للمساومة بين طرفين يسعيان لتنفيذ أجنداتهما وسياساتهما،التي أثبتت وبلا شك، أو ريب أنها السبب الرئيسي في زعزعة استقرار المنطقة، وخلق حروب وأزمات ومشاكل، وطائفية نتنة، هذا عدا الدعم المباشر للتنظيمات الإرهابية كداعش والنصرة وقبلهما القاعدة، والتي يحظى قادتها وحتى هذه اللحظة بحماية ورعاية رسمية من قبل نظام الملالي في طهران!...إذن،على ماذا تفاوض واشنطن؟...هناك تسريبات تقول، إن ثمة اتفاقا سريا بين الطرفين، ويتعلق بتعهد إيراني بحماية المصالح الأميركية في المنطقة، مع وعد أميركي قاطع بإطلاق اليد الإيرانية، لتعيث فسادا في الشرق الأوسط، تفعل ما يحلو لها، دون أن يردعها أحد، وهذا ما نراه جليا في اليمن، وقبله في العراق، وسورية، ولبنان، والسودان!

ما أردنا الوصول إليه، أو قوله وبشكل صريح وواضح، أن أميركا خضعت لإيران لأنها علمت مسبقاً، أن لدى نظام الملالي سلاحا نوويا، وإلا لما توددت إليها، ورفعت الحظر عن الودائع الإيرانية في أميركا، والمقدرة بعشرات المليارات من الدولارات، وخففت عنها العقوبات، وربما عودة العلاقات الديبلوماسية بين البلدين،كما فعلت واشنطن مع كوبا!

إذن، السياسة الأميركية قائمة على احترام الخصم القوي، وقد آن الأوان للمملكة العربية السعودية، القلب النابض لمجلس التعاون الخليجي، أن تصنع قنبلتها النووية، حماية لمقدساتها، ومقدراتها، ولتكون رادعا قويا، لمن يفكر، أو يحاول المساس بأمن دول مجلس التعاون الخليجي، وما دعانا لهذه الفكرة، أننا في عالم متلاطم الأمواج، وأحداث متسارعة ومقلقلة وخيانات دولية من وراء الكواليس، تجعل المرء حيرانا مما يرى ويسمع!...فهل سنرى في القريب، القنبلة النووية السعودية، حقيقة، أم تبقى أحلامنا، أضغاث أحلام سرعان ما تتلاشى؟!


&