&نزار عبدالباقي&

توافقت رؤى كثير من قادة المعارضة السورية على رفض خطة المبعوث الدولي لسورية، ستيفان دي مستورا، الداعية إلى تجميد القتال في مدينة حلب لأشهر عدة، على أن تكون نموذجا يمكن تطبيقه في بقية المدن السورية.
ووصف عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، فايز سارة في تصريحات إلى "الوطن" الخطة التي قدمها المبعوث الدولي دي مستورا بعدم الجدوى، قائلا "ما تقدم به دي مستورا ليس مبادرة بالمعنى المفهوم، بل هو مجرد مقترحات عامة ليس لها عمود فقري ولا تستند إلى أي مرجعية دولية، كما أنها لا تتوافق مع ما تم التوصل إليه في السابق من خلال مؤتمر جنيف2".
وعن السبب في مخالفة دي مستورا لما اتفق عليه المجتمع الدولي من اعتبار الأسد السبب الأساسي للأزمة السورية، قال سارة "لا تبرير لذلك سوى أنه كان يفكر في تحقيق اختراق في مسار الأزمة، بأي طريقة، فرأى أن يستند إلى ما يمكن أن يقدمه الأسد في سبيل الوصول إلى حل للأزمة، لكن فات عليه أن النظام السوري، والأسد على وجه الخصوص، هو السبب في استمرار الأزمة حتى هذا التاريخ، وذلك لعدم رغبته في الوصول إلى حلول تضع حدا لهذه الأزمة". وأضاف سارة أن الحل الوحيد "يكمن في قيام الولايات المتحدة والدول الكبرى ودول المنطقة وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، بحث مجلس الأمن على الإيفاء بالتزاماته تجاه سورية، ومساعدة شعبها على تخطي هذه المرحلة الحرجة من تاريخه".
واختتم سارة تصريحاته بشن هجوم لاذع على المجتمع الدولي، متسائلا "ماذا قدم العالم للأزمة السورية؟ وماذا فعلت الأمم المتحدة لتطبيق فكرتها الأساسية التي تقوم على السلم الدولي؟ والإجابة واضحة لا تحتاج لمن يبحث عنها، وهي لا شيء سوى التجاهل، وأعتقد أن العالم بدأ يدفع ثمن هذا التجاهل في ظهور التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم الدولة "داعش"، الذي هو بمثابة الابن الحقيقي لنظام بشار الأسد، والقضية السورية لم تعد خاصة بالسوريين فقط، بل أصبحت أزمة عالمية، واستمرار هذا التراخي والإهمال سيكلف العالم كثيرا، وسيرغمه على دفع ثمن باهظ".
وكانت لجنة تضم ممثلين عن المجموعات المسلحة وقوى المعارضة الرئيسة في حلب أكدت رفضها التام للخطة، وقالت في بيان مشترك إن سبب رفضها يعود إلى أن الخطة "جزئية وتتناقض مع المقررات الدولية ومع مطلب تنحي بشار الأسد، وأنها لا تلبي متطلبات حل الأزمة الإنسانية التي يعاني منها الشعب السوري".
في سياق ميداني، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن اشتباكات عنيفة وقعت بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، ومقاتلي المعارضة، في منطقة قمة النبي يونس في ريف اللاذقية الشمالي، وأضاف المرصد أن قتلى عدة سقطوا في صفوف القوات النظامية.
وفي ريف حماة، قال المرصد إن الاشتباكات العنيفة استمرت حتى فجر أمس بين الثوار وقوات الأسد، ضمن معركة "لبيك يا رسول الله" التي أطلقتها الفصائل المعارضة للسيطرة على حواجز في المنطقة، كما قصفت قوات النظام بعد منتصف ليلة أمس مناطق في ريف حماه الجنوبي، ما تسبب في أضرار مادية
&