مبارك محمد الهاجري
&
العصابة الإرهابية «داعش» حققت للسياسة الأميركية مكاسب كثيرة، والأرباح كبيرة جداً، وفي ازدياد مطرد، فمن يتوقع أن تتحالف واشنطن مع طهران علناً، وأمام الملأ لمحاربة بعبع الإرهاب المزعوم «داعش»؟!
&
...بالأمس القريب طالب رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية، مارتن ديمبسي، بالصبر على عصابة «داعش»، وقبله طالب رئيسه باراك أوباما بتمويل يكفي لثلاثة أعوام لمحاربة «داعش»!
&
إذاً التصريحات الأميركية تثبت حقيقة واحدة، ومكشوفة، مفادها أن أميركا ليست لديها الرغبة لإنهاء وجود «داعش»، إلا بعد أن تستوفي كافة المتطلبات الأميركية في المنطقة، وفي ذات الوقت إيجاد البديل الجاهز، وهكذا تدور المنطقة في رحى الإرهاب بمباركة واشنطن، ونظام الملالي في طهران، الذي أكمل بقية المهمة، في زعزعة الاستقرار، وتهديد الأمن والسلم الدوليين، وإلا بماذا يفسر المرء دخول قوات الحرس الثوري الإيراني الأراضي العراقية، وقبلها دخول قواته سورية ولبنان، هذا عدا التحدي السافر بدعم الحوثيين في اليمن، والانقلاب على الشرعية، وإطلاق قادة الحرس الثوري تصريحات استفزازية ضد دول مجلس التعاون الخليجي تحديدا ودون غيرها! تصريحات ازدادت وتيرتها في الآونة الأخيرة، ربما رسالة لواشنطن أننا جاهزون لنكون شرطي الخليج الجديد، وبانتظار الاعتماد الرسمي من العم سام!
&
دول مجلس التعاون تواجه اليوم تحديات خطيرة جدا لم تتوقعها أبدا، وعليها أن تلجأ إلى الوحدة في المواقف والرؤى والتي تضمن وتصون بها وجودها السياسي والجغرافي ولها في ممالك الأندلس خير عبرة وعظة، فالحذر الحذر فالسياسة الأميركية لا تؤمن بعداوات دائمة ولا صداقات دائمة وتاريخها يشهد بهذا!