أحمد عسيري

في كتاب مجدي كامل (رؤوس الشر العشرة)، الذي يتحدث عن مهندسي تفتيت العالم وإشعال الثورات؛ وبث الفتن والحروب وإشاعة الفوضي والخراب، وتدمير الدول، يلمح القارئ ذلك الحبل السري الذي يربط بين الأهداف الكبرى لهذا المشروع الجهنمي وبين النظام الإيراني، وما يمثله من حقد و كراهية وتآمر على كل ما هو عربي وإسلامي، وسعيه إلى استثمار التناقضات العرقية والعصبيات الطائفية والمذهبية، ولكن إيران في ظل عبثيتها والعمى الثوري المعزز بالقمع والتسلط ومصادرة الحريات، وتهميش الدوائر المعتدلة في المشهد السياسي في بلادها، أنساها أنها دولة آيلة للسقوط والتفتت والانهيار، كقوة شريرة لا تجيد استقراء الواقع ولا تدرك أنها ستكون هشيما ورمادا لتلك الحرائق التي تصنعها للآخرين.

يقول الكتاب ص 14 (بوحي من دراسات برنارد لويس وبحوثه ورؤاه فإن العمل يجري وفق مراحل لتأكيد ضرورة تقسيم الدول على أساس عرقي وطائفي وديني، ولم يجدوا خيرا من "الخميني" الذي يحمل كل هذه المواصفات، فحملوه على أكف الراحة من باريس إلى مطار طهران، حيث سعى إلى تصدير الثورة الفارسية الطائفية بطرق مختلفة، خشنة حينا وناعمة أحيانا)، ولكن خطايا الدراويش في (قم) ضلل قادة الفيالق النزقية، والتفشيلية المتسمة بالبعد عن العقلانية والتوازن الواقعي، فعمدوا إلى ذلك المنحى الذي تحول بدوره إلى مسرحية استخفافية استعاضية، تواري هشاشة الداخل وتعقيداته وعطبه وعطالة تكوينه. يقول الكتاب: (التقسيم العرقي سيمتد إلى إيران بقدر تمددها الخارجي، فهي عرضة لانهيار داخلي وهناك 20 مليون أذربيجاني شمالي إيران "مدينة تبريز" قد يلتحقون بأذربيجان أو يتحالفون مع تركيا بحكم أصولهم العرقية)، ترى هل قرأ ساسة إيران أو فكروا في إماطة اللثام عن عقولهم وتكهفهم ليقصروا من تشوفاتهم المفرطة، وطموحاتهم المتخثرة ونزعاتهم الممجوجة واغترافهم كل الموبقات الاستيهامية وكبواتهم الانكفائية الحتمية، وانكشافهم أمام مواطنيهم عراة إلا من الزيف والكذب والدجل والبهلوانية؟ ينص مخطط التقسيم ومشروع الأشرار العشرة على (تقسيم إيران إلى كيانات عرقية ضعيفة، كردستان، أذربيجان، تركستان، عربستان، إيرانستان)، إلى آخر تلك الكانتونات التي لا تريد إيران وملاليها وعمائمها السوداء معرفتها وإدراك خطورتها، والاستجابة لكل الدعوات الصادقة والواقعية، للخروج من ظلمات الهيمنة المزعومة والصدامية الفوضوية وصراع المختزنات الموروثة. ولن نتحدث عن (الأحواز) فهي عربية وستبقى عربية، أما الأشرار العشرة فهم: برنارد لويس العراب الصهيوني، ناتان شارانسكي عدو العرب الأول، بريجنسكي مهندس التآمر على العرب، جين شارب مهندس الثورات الملونة، جورج سوروس رجل المال اليهودي، برنار ليفي شيطان الربيع العربي، بيتر أكرمان ممول الشر، روبرت فورد سفير الشيطان، آن باترسون رأس الأفعى، جون نجروبونتي رجل المهام القذرة.