هل يفعلها عون ويترك حلفاءه إن تركوه في موضوع تعيين قائد جديد للجيش؟


سعد الياس

&&بعد النبرة العالية لرئيس التيار الوطني الحر العماد ميشال عون التي أصابت حلفاءه قبل خصومه، وبعد الرسالة الواضحة التي أطلقها بعد اجتماع تكتله النيابي في الرابية محذراً في موضوع تعيين قائد جديد للجيش بأن «من يتركني أتركه» حاول رئيس مجلس النواب نبيه بري تلطيف الأجواء مع حليف حليفه. وقال بري «إن الاختلاف في الرأي مع العماد عون لا يعني خلافاً في الاستراتيجية وعلينا جميعاً أن نعمل من أجل تحقيق المصلحة العامة من جهة وتسيير شؤون المواطنين من جهة أخرى».
وفي وقت حاول الرئيس بري التقليل من حجم الخلاف بينه وبين عون مشيراً إلى أن وفداً من التيار الوطني الحر سيشارك في لقاء الاربعاء النيابي، تبيّن أن النواب الذين نزلوا إلى عين التينة من تكتل عون هم أنفسهم ينزلون كل أربعاء ولم يكن بينهم رموز أساسيون في التيار على غرار أمين سر تكتل التغيير والاصلاح النائب ابراهيم كنعان مثلاً الذي يعتبر أحد أبرز القياديين في التيار والذي يقود الحوار مع القوات اللبنانية من خلال رئيس جهاز الإعلام والتواصل في القوات ملحم الرياشي. وبدا أن أولى ثمار هذا الحوار العوني القواتي هو إلتقاء الطرفين المسيحيين الأبرزين على عدم حضور الجلسة التشريعية التي كان يعتزم الرئيس بري الدعوة إليها والذي بعد إعلان الكتل المسيحية عدم رغبتها في المشاركة فيها، تريّث في الدعوة وعاد ليرفع شعار ميثاقية الجلسات التي «لا يستطيع أحد المزايدة علي فيها» بحسب قوله.


وحسب معلومات «القدس العربي» فإن العلاقة التي تربط بين النائب كنعان والمسؤول القواتي ملحم رياشي أسهمت في تعزيز أجواء الثقة والدفع نحو التقارب الذي كانت إحدى نتائجه العملية التوافق على مقاطعة الجلسات التشريعية إلا في حال تضمنت مشاريع يمكن إدراجها في خانة تشريع الضرورة أو تكوين السلطة، وقد التقى الطرفان على ضرورة ادراج «قانون استعادة الجنسية للمتحدرين من أصل لبناني» إضافة إلى قانون الانتخاب أو مشروع الموازنة وسلسلة الرتب والرواتب، على جدول الأعمال، كشرط أساس للمشاركة. ويعوّل كثيرون في الوسط المسيحي على التقارب بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر رغم اختلاف المشروعين السياسيين لكل منهما ورغم أن كل طرف منهما مرتبط بتحالفات أو تفاهمات مع أطراف أخرى، إلا انهما حققا خرقاً أساسياً على طريق إعلان النوايا تمثّل في التفاهم على مقاطعة الجلسة التشريعية.
وكان حوار «التيار الوطني الحر» و»القوات اللبنانية» خرج من دائرة الضوء في الأسابيع الماضية، ما أوحى أن الاتصالات باءت بالفشل، وأنه تم الاكتفاء بجلسات بروتوكولية بين ممثلي الحزبين، ما خلق خيبة في الصف المسيحي الذي عوّل على تنفيس الاحتقان بين الفريقين المسيحيين الأكبر، في موازاة الحوار السني الشيعي المستمر رغم الشرخ العمودي بين ركنيه «تيار المستقبل» و»حزب الله «.
وفي التطورات الأخيرة أفيد أن النائب كنعان زار معراب حيث مقر رئيس حزب القوات سمير جعجع واجتمع به بعيداً عن الأضواء استكمالاً للاتصالات الجارية بين الطرفين، وبدا أن التيار والقوات نظرا بإيجابية إلى الالتقاء على عدم حضورهما معاً الجلسة التشريعية الأمر الذي عزّز عامل الثقة الذي لطالما كان مفقوداً بينهما ولاسيما بعد تجربة الانفصال في مشروع اللقاء الاورثوذكسي.
ولا توافق مصادر في الرابية على قول رئيس المجلس نبيه بري أن المزيدات المسيحية هي التي جعلت التيار يقف إلى جانب القوات والكتائب، وتقول إن ما حصل ليس مزيدات بل هو تفاهم وتنسيق مواقف بين الطرفين وقناعات مشتركة ستترجم عمليا من الآن وصاعداً عبر لقاءات تنسيقية ومواقف مشتركة من عدد من القضايا السياسية.


وفي ضوء هذا المعطى المستجد عاد الحديث عن إمكان حصول لقاء بين الجنرال ميشال عون والدكتور سمير جعجع اللذين تبقى الرئاسة هي التي تفصل بينهما على اعتبار أن كلاً منهما مرشح، وليس ما يوحي حتى الآن بإمكان تنازل عون عن حقه في الوصول إلى قصر بعبدا بصفته صاحب أكبر كتلة مسيحية ومارونية، فيما جعجع الذي يبدي الاستعداد للتفاهم مع عون على مرشح ثالث ليس في وارد أن يقترع لمرشح يحمل مشروعاً سياسياً مختلفاً عنه كما قال. ولكن يبقى السؤال هل يفعلها عون ويترك حزب الله وحلفاءه في قوى 8 آذار ويواصل انفتاحه على المملكة العربية السعودية ويعود إلى مشروعه السياسي القديم فيصبح بالامكان تبني ترشيحه من قبل قوى 14 آذار لرئاسة الجمهورية؟
&