&صفوق الشمري
أميركا سترفع الحظر عن 100 مليار دولار لايران في البنوك وستبقي البنية التحتية للبرنامج النووي الايراني كما هي، فقط ستطلب من ايران وضع بعض اجهزة الطرد المركزي في المخازن وتقليل مخزون اليورانيوم المنضب.
اما ما ستقدمه أميركا للخليج فظهرت بعض التسريبات في الصحف الأميركية:
1- انشاء الدرع الخليجي المضاد للصواريخ، من باب العلم فقط الدول الخليجية من الاساس اغلبها لديها باتريوت مطور باك3 وبعضها ايضا لديه نظام (ثاد) المضاد للصواريخ لذلك الدرع الصاروخي المقترح مجرد زيادة تنسيق وأميركا ستكون المستفيدة من بيع معدات اضافية.
2- تكلم البعض عن طائرات اف-35 الجيل الجديد، وللعلم الطائرة واجهت صعوبات وتأخيرا كبيرا وتكلفتها 3 اضعاف ما كان مخططا لها بالاضافة الى ان هناك طابور انتظار طويلا من 11 دولة لذلك حتى لو حصل عليها الخليج فلن يستلمها الا بعد 5 سنوات، وأميركا تريد البيع لتقليل التكاليف.
3- القنابل المضادة للتحصينات جي بي يو-28، أميركا لديها ما هو احدث واكثر اختراقا منها بعشر مرات ولا ننسى ان أميركا باعتها لاسرائيل منذ 2009.
4- الاتفاقية الامنية والدفاعية، هل هي مفيدة ونحن نعلم ان اوكرانيا وقعت اتفاقية حماية مع أميركا كي تتخلص من سلاحها النووي وعندما هاجم الروس اوكرانيا تركت لمصيرها، هل تذكرون الخطوط الحمراء للرئيس الاسد والتي اصبحت برتقالية وخضراء؟!
5- في سورية الأميركان غير جادين رغم كل الكلام المعسول، واكبر دليل تدريبهم 90 مقاتلا فقط! لو كانت شركة حراسات امنية لكانت دربت اكثر من هذا العدد!
نلاحظ من كل ما سبق ان أميركا ستقدم اشياء للخليج هي من يستفيد منها والخليج من سيدفع فما فائدة طائرة حديثة او حتى فضائية امام سلاح نووي، او درع صاروخي مهما كانت كفاءته لن يصل الى 100%، ولا ننسى ان الخليج في هذه الحالة هو من سيدفع لأميركا بينما ايران هي من سيأخذ من أميركا، وكما ان ايران اخذت وأميركا قبلت، فالخليجيون يجب ان يفصلوا ما يريدونه وليس الثوب الذي تعرضه أميركا.
ايران كما ذكرت في مقال (هل تصدقون ايران؟) تريد من الاتفاق النووي ان يرفع الحظر عن الاموال لكي تعربد في المنطقة من خلال ذيولها وفي نفس الوقت تعرف ان مجلس الامن لن يعيد فرض عقوبات عليها بعد ان تخرق الاتفاق النووي في وجود روسيا والصين وما قلته قبل شهر في مقالي عن مجلس الامن اعترفت به هذا الاسبوع سفيرة أميركا في مجلس الامن بقولها ان مجلس الامن 2015 يختلف عن السابق عندما فرضت العقوبات فالان صعب اعادة فرضها في وجود روسيا والصين.
من يدرس العقلية الايرانية لسنوات يستطيع فهمهم كالكتاب المفتوح، فهم بعد الاتفاق النووي سيأخذون الاموال المجمدة لتغذية حروب الوكالة في سورية واليمن والعراق، وسيغرون الشركات الكبرى للاستثمار في ايران حتى تكون لوبياً يصعب فرض حظر جديد عليهم وبعدها سيخرقون الاتفاق النووي ببساطة فهو مجرد كسر اقفال مستودعات تخزين اجهزة الطرد، وسيحاولون وضع العالم امام الامر الواقع،.
للعلم (ايران قبل اسابيع حاولت خرق الحظر النووي رغم مفاوضاتها النووية) اما الادارة الأميركية فمصلحتها تبادلية فهي تريد نصرا سياسيا وحيدا وترمي مشكلة ايران على ظهر الادارة الأميركية القادمة.
في نهاية السنة الماضية كنا في ورشة عمل اكاديمية عن أمن الخليج، وكتبت عن توقعاتي للحضور في محاضرة (عرض تقديمي) التي قيل لي في وقتها انها متشائمة: ومنها الخليج سيدخل حرب اليمن، تقسيم العراق، زيادة حدة الحروب في المنطقة، موقف باكستان الملتبس من الخليج، فرنسا كحليف للخليج، الموقف العماني، وذكرت عن عادة ان أميركا ترمي اصدقاءها امام الباص، كل التوقعات اتت تماما كالمحاضرة، آخر 3 سنوات لم تقدم ايران على خطوة الا كانت معروفة مسبقا لكل خبير بالشأن الايراني لانها تمشي (على الكاتالوج كما يقال).
على دول الخليج ان يكونوا محترفين وخلاقين ويأتوا لأميركا بطلبات لا تتوقعها (وهناك الكثير من الممكن الضغط لطلبه) وليس ما سيقدمه الأميركان فالفريق الأميركي الان سيكون مستعدا، وسيحاول اللعب على اكثر من حبل وإعطاء كلام معسول، وحجة الحفاظ على التفوق النوعي الاسرائيلي لا تفيد، فماذا تريد اسرائيل اكثر من 200 رأس نووي للمحافظة على تفوقها العسكري؟!
&
التعليقات