خبير عراقي : هذه أسباب سقوط الرمادي وكيفية تحريرها من "داعش"

&

&

&

&

&

&

&

&

&

&

&

&فرج عبجي&


لم يكن سقوط مدينة الرمادي بهذه السرعة متوقعاً من المسؤولين العراقيين، خصوصاً ان خسارة مركز محافظة الانبار الاستراتيجية من دون اي مقاومة من قبل اللواء الثامن، يعتبر ربحاً ثميناً لـ"داعش"، لأنها تُعتبر ممر الامداد الرئيس له بين سوريا والعراق. ويبدو ان هذا الواقع الأمني الجديد والتهديد الذي فرضته "داعش" دفعا التحالف الدولي اليوم الى إعطاء وعود بتكثيف الدعم الجوي للقوات المقاتلة على الأرض وزيادة عدد الطلعات الجوية لضرب ارتال داعش وأوكاره في الأنبار. ويسعى "التحالف الدولي" وتحديدًا القوات الأميركية الى القيام بأيّ شيء، كي لا تضطر الى ارسال قوات برية للقتال على الأرض.

أسباب السقوط
الخبير الأمني والعسكري اللواء الركن المتقاعد في الجيش العراقي عبد الكريم خلف قال لـ"النهار" ان "احد الأسباب الرئيسة التي تقف وراء سقوط الرمادي يكمن في عدم جدية ضربات قوات التحالف الجوية ضد "داعش" منذ بدء التحالف الأجنبي، فمقارنة مع الضربات التي وجهها التحالف الدولي ضد صدام حسين في العام 2003، هي هزيلة جدا اليوم، بحيث ان التحالف كان ينفذ في اليوم الواحد الف طلعة جوية ضد الجيش العراقي السابق، اما اليوم فلا تتخطى الضربات الـ15 ضربة يوميا ضد "داعش".
وأضاف خلف "اضافة الى السبب الاول هناك سبب آخر لا يقلّ اهمية، وهو انسحاب قائد عمليات الانبار اللواء الركن محمد خلف من مركز القيادة في الرمادي وسقوطها دون حصول اي قتال فعلي، علما ان هذا الضابط كان مسؤولا عن تسليم الفرقة 12 في كركوك وهو اليوم المسؤول عن سقوط اللواء الثامن". ودعا الى التحقيق في هذا الانسحاب قائلا: "هذا الانسحاب المفاجئ لقائد العمليات يضعضع العسكر ويؤثر على معنوياته، وأدعو الحكومة الى مساءلة القائد خلف لمعرفة الاسباب التي دفعته الى الانسحاب، ما سهل سقوط الرمادي بهذه السرعة".


سبل التحرير
لم يستبعد خلف ان يتم تحرير الرمادي في الاسبوعين المقبلين، وذلك في حال التزمت قوات التحالف بالوعود التي اطلقها اليوم نائب الامين العام لحلف الناتو، عبر اسناد القوات المقاتلة المؤلفة من قوات الجيش العراقي وقوات العشائر والحشد الشعبي، التي دعاها رئيس الحكومة حيدر العبادي بالامس الى التدخل في معركة الرمادي لتحريرها. واوضح ان "التزام التحالف الدولي للمرة الاولى منذ سنة بتكثيف الضربات الجوية لدعم القوات المقاتلة على الارض سيجعلها المسيطرة على الارض، وما حصل منذ مساء امس وحتى هذه اللحظة بدأ يفرمل تقدم داعش، وأظن ان الموازين العسكرية بدأت تتغير على الارض".

&

&


ترحيب اميركي
وعن التخوف من ردّ فعل السنّة تجاه دخول قوات الحشد الشعبي المؤلفة بأكثريتها من الشيعة، اعتبر خلف ان "اهالي الرمادي يؤيّدون دخول قوات الحشد الشعبي وبدأوا يعدون العدة العسكرية لمشاركتهم في القتال، لكن هذا لا يعني ان بعض الاطراف السنّية لن تهاجم دخول الحشد الشعبي، وستبقى هناك اصوات معارضة وخصوصا اذا أخفقت في تحرير الرمادي".
ورفض مقولة ان "الحشد الشعبي اصبح اهم من الجيش العراقي، قائلا: "داعش تنظيم عقائدي ذو رسالة منحرفة، لن يدحره في المعركة الا قوات عقائدية، لكن ذات رسالة صحيحة ووطنية كالحشد الشعبي، التي تمتلك قدرة قتالية عالية وباتت خبيرة بتحركات "داعش" الارهابي، وهي قوات مكملة للجيش العراقي ولا تحل مكانه، وللمرة الاولى هناك إجماع عراقي ودولي على دخول الحشد في المعركة بعد معارضة شديدة لذلك من قبل اهالي الانبار والاميركيين، واليوم حتى الجانب الاميركي رحّب بهذا الدخول من جهة ورجال الدين السنّة في الانبار ايضا".
في هذا الوقت كشف مسؤولون عسكريون أميركيون لـ"رويترز" ان القوات العراقية تواجه تحديا صعبا لاستعادة الأراضي التي فقدتها في الرمادي مثل باقي أجزاء العراق. واضافوا انهم "لا يبحثون، ولا يريدون إرسال قوات اميركية للقتال على الارض".
&