&فاتح عبدالسلام


بعد ما يقرب من سنة من تشكيل لجان صغيرة وكبيرة للتحقيق في سقوط الموصل وسط أعذار الجميع حول المفاجأة وعنصر الغفلة في الموصل ، فما الحجة المساقة في تفسير انهيار الرمادي عاصمة الأنبار. ثمة صور متناقضة تجد لنفسها دائماً مكاناً في العراق.
يقول الأمريكان ان سقوط الرمادي بيد تنظيم داعش هو انتكاسة قوية. وهو توصيف مخفف لماحدث . في الميزان العسكري تعد الرمادي قاعدة متقدمة وأكثر أهمية من سواها حيث المسافة من بغداد تقترب، والانهيارات الأمنية تتوالى ويجري إلحاقها بالتبريرات وتبادل الاتهامات. ودائما نسمع عن الانتصارات التي تحققت في تكريت حيث المدينة كانت خالية من البشر باستثناء مائة وخمسين مقاتلاً من التنظيم. واليوم الأنبار محافظة كبيرة مليئة بسكانها برغم النزوح الأخير ، وقد نزفت كثيراً في خلال سنتين ونزف معها العراقيون.


الخيارات المعروضة على الطاولة الآن تدور حول محورين ،الأول المساعدة الأمريكية وتم بحثها في اللقاءات التي أجراها الجنرال أوستن في بغداد وأربيل، ولعل التصريحات الصادرة من واشنطن تفسرها عند التمسك بالقول أن التدخل البري الأمريكي مستبعد والضربات الجوية مستمرة ولابد من اجراء عراقي في استعادة الأرض قبل أن يكون أجنبياً.
والمحور الثاني يدور حول ايران حيث وصل وزير الدفاع الإيراني فوراً الى بغداد بكامل بزة الحرب الايرانية المعروفة واجتمع مع الوزير العسكري العراقي ببزته المدنية المعروفة أيضاً. وخرج علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الايراني الأعلى من بيروت ليقول أن طهران مستعدة للتدخل واستعادة الانبار إذا طلبت الحكومة العراقية رسمياً منها ذلك.
وقبل ذلك هرعت الواجهة الحكومية نحو مليشيات الحشد الشعبي بوصفها المنقذ . ودائماً عندما تحدث انهيارات كبيرة لا أحد يتمسك أو يصغي للأعذار والمبررات السابقة وذات الطابع السياسي.
الآن حرب مدن وهناك نماذج مطروحة في حرب تنظيم داعش من سنجار وتلعفر الى كوباني والرقة في سوريا، وكلها نماذج من حروب غير محسومة بسبب صعوبة المغامرة من دون ارادة كاملة لمعالجة صفحة ما بعد الحرب مثل صفحة الحرب ذاتها .
واشنطن لانت وتقول لابأس من الحشد تحت أمرة الحكومة ، وكلها سلسلة لا تنتهي من الحلقات المفرغة التي ملخصها ، ان القوة العسكرية يجب أن لا تكون إلا في يد طرف واحد حتى لو وصل داعش الى أبعد هدف. لا يهم فثمة محرمات سياسية لا يمكن المس بها حتى لو تحطم العراق كله.
&