&&عبدالحميد أحمد

&

&

&

&

&


&

&

يحرص الكويتيون في شهر رمضان المبارك على إحياء تقاليد وعادات توارثوها عن الأجداد، ويتميز الشهر بنكهة خاصة وأجواء روحانية في ظل ترابط اجتماعي متميز.

تحتفظ موائد الكويتيين منذ عقود بأطباق مختلفة، من أهمها «الهريس» التي تعد واحدة من الأكلات الكويتية المعروفة خلال هذا الشهر، والتي تشكل طبقاً رئيساً وأساسياً فيها، وهي تصنع من القمح المهروس مع اللحم ويضاف إليها عند التقديم السكر الناعم والسمن البلدي والدارسين (القرفة المطحونة).

ولا تخلو موائد الإفطار في البيوت الكويتية من أكلة التشريب التي هي عبارة عن خبز الخمير أو الرقاق مقطعاً قطعاً صغيرة، ويسكب عليه مرق اللحم الذي يحتوي على القرع والبطاطا وحبات من الليمون الجاف الذي يعرف بـ «لومي» الصحاري والذي يُستورد من سلطنة عمان.

ويعتبر الجريش من الأكلات الشعبية المفضلة في رمضان، وهو يُصنع من القمح وكان الكويتيون قديماً يقولون «صالح مالح ما يحب إلا الجريش لقمته في العيش كبر المنصبة».

أما اللقيمات فهي من حلويات شهر رمضان وتعرف بـ «لقمة القاضي»، وتصنع من الحليب والهيل والسمن والزعفران والعجين المختمر. وتقطع اللقيمات وتلقى في الدهن المغلي حتى الاحمرار، ومن ثم توضع في سائل السكر أو الدبس. وهناك البثيث والخبيص وهما أكلتان شعبيتان غالباً ما تقدمان فى شهر رمضان وتصنعان من الدقيق والتمر والسمن.

ومن حلويات شهر رمضان قديماً في الكويت الماغوطة، ويدخل في تركيبها مسحوق جمار جوز الهند عوضاً عن النشأ. وسميت ماغوطة لأن سائلها مطاط.

واعتاد أهالي الكويت فى السهرات الرمضانية، خصوصاً في الدواوين التي تستمر في استقبال روادها إلى ساعات متقدمة من الليل، تقديم أطباق خاصة تعرف بـ «الغبقة» وتختلف شكلاً ونوعاً عما يتم تقديمه في الوقت الحاضر من وجبات دسمة في ساعة متقدمة. أما في الماضي فكانت الغبقة تقدم قبل العاشرة ليلاً، وهي تحتوي على أصناف شعبية خفيفة مثل الباجلا والنخي والمحلبية وخبز الرقاق، إضافة إلى تشكيلة منوعة من الحلويات الشعبية مثل الزلابية واللقيمات والغريبة.

في منتصف شهر رمضان من كل سنة، كان الأطفال في الكويت يجولون على المنازل وفي أيديهم «أكياس» يملأونها بالحلوى والمكسرات، وهو ما يعرف بالقرقيعان. الآن لم يَعُد هذا التقليد مقتصراً على الأطفال بل يشارك فيه الكبار، وتقام له الاحتفالات وتوزّع فيه أكياس «القرقيعان» على الجميع ابتهاجاً بأيام شهر رمضان الجميلة.

وتحظى ليلة القدر بمكانة خاصة لدى الكويتيين، فينتظرها الآلاف ليتجمعوا في المساجد داعين الله أن يفرج الكروب ويدفع الشرور عن بلادهم.
&