&محمد كريشان
&بعد توقيع الاتفاق بين إيران ومجموعة خمسة زائد، كيف تبدو التوقعات بالنسبة إلى المستقبل؟ أو كيف سيكون اليوم الموالي حسب التعبير المتعارف عليه؟ لم نبحث عن هذا الجواب سوى بين الأمريكيين والإيرانيين، من خلال عينة منتقاة من مقابلات تلفزيونية لمحللين ومسؤولين حاليين وسابقين خارج العاصمة النمساوية فيينا. وقد خضعت آراء هؤلاء في الغالب للمماحكات الداخلية في إيران بين «متشددين» و»معتدلين»، وفي أمريكا بين الجمهوريين والديمقراطيين.
اليوم الموالي كما يراه بعض الإيرانيين من سياسيين ومحللين: نائبة الرئيس الإيراني معصومة ابتكار رأت أن «الأسبوع المقبل سيشكل نقطة تحول في التاريخ (..) فالعلاقات ستتقدم بين البلدين، وستكون هناك فرصة لهما للعمل معا على حل قضايا المنطقة، مثل مسألة داعش وتهريب المخدرات وقضايا أخرى». وعن تداعيات الاتفاق النووي على علاقة إيران مع دول المنطقة وخصوصا السعودية، يقول رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني علاء الدين بروجردي «نحن ليس لدينا أي مشكلة مع السعودية، المشكلة موجودة لدى الطرف الآخر» معتبرا أن «الاتفاق النووي سيكون لصالح الجميع، لكن لا يمكن لإيران أن تثق بالأمريكيين».
واعتبر الخبير السياسي أمير محبيان أن نتائج الاتفاق لن تخص إيران فحسب وإنما سيكون لها تأثير على المنطقة والعالم، فإذا تم إلغاء العقوبات المفروضة على إيران فإنه «من المؤكد أن إيران ستصبح دولة قوية جدا والأولى في المنطقة، كما أن بإمكانها أن تصبح واحدة من الدول المؤثرة على صعيد العالم». فيما رأى الباحث ما شاء الله شمس الواعظين أن بعد الاتفاق «ستبدأ تحركات طهران الدبلوماسية نحو الإقليم ليس لتبديد هواجس دول المنطقة بشأن الاتفاق المنتظر لكن لأن إيران والدول الإقليمية تواجه تحديات وعلى رأسها الإرهاب الذي يهدد مصالح دول المنطقة واستقلالها». ويبدو أن موضوع الإرهاب يتردد أكثر من غيره في التصريحات الإيرانية المختلفة حتى أن محمد علي مهتدي المستشار في مركز دراسات الشرق الأوسط في طهران قال إن «الاتفاق النووي سيفتح الباب مستقبلا أمام تعاون إيجابي إقليمي من أجل مكافحة الإرهاب»، مضيفا أنه «إذا كانت الولايات المتحدة جادة في مكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط فإنها لا يمكنها ذلك إلا بمساعدة إيران». أما الباحث نجف علي ميرزائي فرأى أن ذلك لا يمكن أن يصل إلى حد جعل طهران وواشنطن في خندق واحد فذلك «مزحة» لكن «التعاون ممكن في ضرب داعش مثلا»، ذلك أن «الأمريكيين والأوروبيين يعرفون أن إيران هي رأس الحربة في مواجهة الإرهاب في المنطقة، ولولا ثقلها الاستراتيجي والأمني وتأمينها للممرات النفطية لما كان النفط يُصدر إلى الغرب».
أما اليوم الموالي كما يراه بعض الأمريكيين من سياسيين ومحللين: السفير جون بولتون المندوب الأمريكي الأسبق لدى الأمم المتحدة وصف الاتفاق النووي بين القوى الكبرى والجمهورية الإسلامية الإيرانية بأنه «كارثة ويمهد الطريق أمام إيران للحصول على السلاح النووي في الوقت الذي تختاره». واعتبر بولتون أنه بمجرد أن يتم تعليق العقوبات ستتمكن إيران من تبادل التجارة مع كل القوى الاقتصادية الكبرى في العالم و»سيصبح الاستثمار ممكنا وتبرم عقود جديدة وسنعود لمرحلة عامي 2005 و2006 عندما كانت إيران لا تواجه سوى القليل من العقوبات أمام مساعيها المستمرة ليس فقط للحصول على الأسلحة النووية بل أيضا للهيمنة على منطقة الشرق الأوسط وإرهابها في أنحاء العالم». أما السيناتور الجمهوري زعيم الأغلبية بمجلس الشيوخ الأمريكي ميتشــــل ما كونل فحذر من أن «الاتفاق النووي بين الدول الكبرى وإيران سيترك الجمهورية الإسلامية على أعتاب دولة نووية». ويعود موضوع الإرهاب ثانية بين المحللين الأمريكيين كذلك ولكن من زاوية قاتمة، فديفيد بولوك فيرى أن «البيت الأبيض يرحب بفتح صفحة جديدة من العلاقات القائمة على التعامل والتفاهم مع طهران بهدف توسيع طاولة المفاوضات لبحث قضايا أخرى في المنطقة ومنها المصلحة المشتركة لمواجهة الإرهاب وتحقيق الاستقرار فيها وحل القضايا الإقليمية، لكن هذه الآمال ستبوء بالفشل، لأن إيران لا تزال تسعى للهيمنة على المنطقة». وعن إمكانية رفع الحظر على الأسلحة الإيرانية يرى بولوك أنه «ليس هناك احتمال لرفع هذا الحظر عن الأسلحة غير النووية أو تصدير واستيراد الأسلحة من وإلى إيران بشكل فوري، ولكن سيكون هناك حل وسط لهذه المشكلة بمعنى أن يتم التفاهم على إعادة النظر في هذه القضية مستقبلا حسب تطبيق الاتفاق النووي بحيث يكون هناك احتمال لرفع هذا الحظر تدريجيا».
وننهي برأي هام للغاية لشخصية بارزة لا إيرانية ولا أمريكية هذه المرة وهو لهانز بليكس الرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية فهو يعتقد أن «دول المنطقة وخاصة الخليجية متخوفة حيال رفع العقوبات عن إيران أكثر مما هي متخوفة من السلاح النووي الإيراني نفسه»، معتبرا أنه عندما يتم رفع العقوبات «ستصبح إيران قوة اقتصادية كبيرة مثل الصين».
&
التعليقات