الرياض - «الحياة»: تغيرت حياة المذيعة السعودية سارا عبدالله في شكل جذري خلال السنوات الست الماضية، فالشابة التي اختارت الانطلاق عبر إذاعة إلكترونية لم تعرف الشهرة حينها، عاشت بعدها كل التجارب الإذاعية الممكنة، فقدمت البرامج الرياضية النسائية قبل أن تخوض تجربة تقديم المسلسلات الإذاعية، وصولاً إلى محطتها الحالية إذاعة «مكس اف ام» الإماراتية.
ولا تجد عبدالله فارقاً كبيراً بين كل التجارب التي عاشتها، إذ تصر على أن هدفها في كل مرة لم يتغير: «كنت دائماً أبحث عن تقديم مادة تجد الرضا والقبول لدى المستمع بغية كسب اهتمامه، وهو في رأيي الدور المنتظر من كل إعلامي»، مشددة على أن البحث عن إسعاد المستمعين لا يعني تسطيح المواضيع أو تقديم مادة خالية من قيمة إيجابية تختلف مع اختلاف البرنامج، كون دور البرامج الترفيهية قتل الروتين وإسعاد المستمعين، وتلك في حد ذاتها قيمة عالية الإيجابية، والحال ذاتها تنطبق على كل مادة إعلامية مقدمة.
وتضيف سارا لـ «الحياة»: «الإذاعة لا تزال تأتي في مراكز متقدمة في سباق وسائل الإعلام المختلفة على كسب المتابعين. أياً كان مصدر المعلومة، فالوسيلة القادرة على صناعة ما يبحث عنه الناس ستظل صامدة في وجه أي منافسة، فالسباق ليس سباق منصات لأن التنافس يحكمه المحتوى وقيمة المادة الإعلامية».
ولعبت التجربة السعودية دوراً كبيراً في تشكيل خبرة سارا التي قدمت برنامج «مدرج البنات» عبر «يو اف ام» السعودية كأول تجربة إذاعية رسمية لها، وانتقلت إلى «بانورما اف ام» قبل أن تنتقل منها إلى «ام بي سي اف ام» لينتهي بها المطاف في إذاعة «مكس اف ام» الإماراتية، لكنها لا تنكر دور أي من تلك التجارب في تنمية قدراتها. وتوضح: «من حسن الحظ أن المحطات الإذاعية التي عملت لها كانت دائماً تخاطب فئة مختلفة من الجماهير، ما ساهم في تملكي أدوات التعامل مع الفئات المختلفة، وبالتالي القدرة على إدارة برنامجي ومادتي في الشكل المطلوب».
وعلى عكس كثيرين تصر سارا على أن المذيعة السعودية قادرة على النجاح والوصول إلى الجماهير في الصورة المطلوبة لكنها لا تنسى وضع شروط النجاح، بقولها: «مستقبل المذيعات السعوديات يعتمد على قدراتهن، وهن في الحقيقة يملكن كل مقومات النجاح، ولكنهن مطالبات بانتزاع تلك الفرص متى ما أرادوا الوصول».
ولا ترى سارا أن الجماهيرية والنجاح الإذاعي محكومان بمظهر الإعلامية كما يراه كثيرون في التلفزيون، مؤكدةً أن ثقافة المذيعة تأتي على رأس قائمة أسباب النجاح، والإيمان بالقدرات، وسرعة البديهة، وكل تلك الأدوات مجتمعة كفيلة بصنع النجاح المأمول وكسب الحظوة الجماهيرية التي تشكل في نهاية الأمر المقياس الحقيقي للنجاح.
وأوضحت أن الأثير الإذاعي السعودي بات مقسوماً على محطات مختلفة بعدما كان حكراً على ثلاث فقط لعقود طويلة، لافتةً إلى أن البيئة الصحية تصنع فرصاً جديدة للباحثين عن الوصول إلى الجماهير، كما تساهم في تطوير المحتوى الذي بات الشرط الأهم لضمان النجاح.
التعليقات