تركي عبدالله السديري

مع انخفاض أسعار البترول - التي تشكل نسبة كبيرة من دخل المملكة والاقتصاد السعودي - والذي للأسف صنع تشكيكاً لدى البعض حول قدرة المملكة في تجاوز التحدي الذي نعاصره.. مع أن المملكة استثمرت في شبابها وأبنائها عبر البعثات وتأسيس جامعات لخلق كفاءات من المواطنين، وأعادت تأسيس البنية التحتية في جميع المناطق، فلا أعرف منطقة لم تشملها الخدمات التعليمية والصحية الحديثة مع الإنفاق الحكومي السخي الذي كان يسعى لتحقيق هدفين وهما: رفع مستوى المهارات في سوق العمل للمواطنين، وتقديم الخدمات الأساسية..

إن الوضع الاقتصادي لا يمس المملكة لوحدها اليوم، بل يمس أغلب اقتصاديات العالم الذي نعيش فيه مثل اليابان وفرنسا، وكذلك الدول النامية مثل البرازيل وتركيا، ونحن لسنا في معزل عن العالم، ولكننا كونا احتياطيات مالية ضخمة ونظاماً مصرفياً صارماً ومنضبطاً ويشهد على ذلك الأزمات المالية التي لم تؤثر بشكل كبير على البنوك السعودية، بل ستحافظ البنوك السعودية على جودة أصولها المراقبة من مؤسسة النقد والتي سوف تساعدها على تمويل الاستثمارات مستقبلاً لاستمرار مسيرة التنمية..

صحيح لا يزال البترول صاحب الحجم الكبير في اقتصادنا المحلي وذلك بفضل الثروة البترولية التي تمتلكها المملكة، ولكن هذا لا يلغي أننا نمتلك من الموارد المالية ما يستطيع التعامل مع الأزمة، كما حدث خلال الأزمة المالية قبل ست سنوات.. ومن المبكر التشاؤم حول الاحتياطي النقدي قبل أن يتضح وضع الاقتصاد العالمي والاستهلاك البترولي الذي سوف يرسم مستقبل أسعار البترول والذي يجب أن يدفعنا نحو تفعيل دور القطاع الخاص والبحث العلمي..