&عرفات مدابش


قال نائب رئيس الأركان في قوات الجيش الوطني اليمني الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي والشرعية الدستورية، اللواء سيف الضالعي، إن التحضيرات جارية على قدم وساق لتنفيذ عملية تحرير العاصمة صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية والقوات الموالية للمخلوع علي عبد الله صالح، وتوقع الضالعي، في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» أن يتم البدء في العملية عقب إجازة عيد الأضحى المقبل، وأكد الضالعي أن عملية تحرير محافظتي تعز ومأرب، باتت قاب قوسين أو أدنى، مشيرًا إلى أنه لن تبدأ معركة صنعاء، قبل استعادة السيطرة على هاتين المحافظتين، «لأنهما ستكونان طريق التحرك نحو صنعاء»، مؤكدا أن هناك ترتيبات تجري مع رجال المقاومة في المناطق المحيطة بالعاصمة صنعاء، وأن «العمل الفعلي، حاليا، يجب أن تقوم به المقاومات الشعبية، لأن الجيش اليمني يعتبر منتهيا، فالجيش الذي كان موجودا لم يكن جيشا للوطن، لقد كان جيشا لعلي عبد الله صالح»، وحول تأخر الحسم في تعز، رغم أن المقاومة الشعبية والجيش الوطني كانا قاب قوسين أو أدنى، قبل بضعة أيام، على تحرير المحافظة، قال اللواء سيف الضالعي إن «القوات المنهزمة والتي تلفظ أنفاسها الأخيرة الآن في تعز، تحاول، قدر الإمكان، أن ترفع معنويات مقاتليها في مختلف الجبهات بأنها ما زالت قوية وموجودة»، كما قال الضالعي إن «علي عبد الله صالح يحاول أن يثبت للناس أنه ما زال موجودا وقويا، ولذلك دفع بقوات كبيرة إلى الجبهات وبالذات إلى محافظة تعز».

وردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول وجود مخازن أسلحة سرية تتبع المخلوع صالح في مسقط رأسه سنحان، قال نائب رئيس الأركان اليمني إن المخلوع صالح وطوال 33 عاما من حكمه «كان يأتي بموظفين لديه في وزارة الدفاع وليسوا بمسؤولين في هذا الوطن»، مؤكدا أن كافة وزراء الدفاع ورؤساء هيئة الأركان الذين عينوا خلال فترة حكم صالح، «كانوا مجرد موظفين لدى صالح وهمهم الأكبر أن يحصلوا آخر الشهر وآخر العام على ما يسرقوه وهو جزء مما يوفروه له»، مؤكدا أن المخلوع صالح هو من كان يعقد صفقات الأسلحة والذخائر، وأن لجانا خاصة في وزارة الدفاع عن تبرم الصفقات وتصل الشحنات إلى ميناء الحديدة، ثم تقوم جهات خاصة تتبع المخلوع بعملية تخليص تلك الأسلحة وشحنها إلى مخازن خاصة به، وكشف اللواء الضالعي أن الجبال الممتدة شرقا من معسكر «سواد حزيز» في المدخل الجنوبي لصنعاء، وحتى جبال سنحان، جميعها عبارة عن مخازن أسلحة يشرف عليها المخلوع وأبناؤه وشلته الخاصة من المقربين، كما أكد اللواء الضالعي أن صالح يحتفظ بترسانة أسلحة في مسقط رأسه، سنحان، تتكون من صواريخ ودبابات ومدفعية وجميعها أسلحة حديثة، وأنه ومنذ الثورة الشبابية الشعبية التي طالبت بالإطاحة بصالح عام 2011، «لا يعرف أحد في وزارة الدفاع أي شيء عن الأسلحة والصفقات وأماكن تخزينها على الإطلاق».

ودعا نائب رئيس الأركان اليمني المواطنين في مختلف المناطق إلى التنبه إلى الألغام التي زرعها الحوثيون وقوات صالح، وقال، في سياق تصريحاته لـ«الشرق الأوسط» إن «هؤلاء الفاشيست الجدد والجبناء، لا تكفيهم الدماء التي سالت عند وجودهم في أي منطقة من المناطق، لكنهم يخلفوا وراءهم موتا بواسطة الألغام التي يزرعونها في كل مكان، ويأتي ذلك، في وقت شرع تحالف الحوثي - صالح في تنفيذ إجراءات وقائية لحماية العاصمة صنعاء من عملية عسكرية للقوات المشتركة المكونة من الجيش الوطني الموالي للرئيس عبد ربه منصور هادي، وقوات التحالف والمقاومة الشعبية ورجال القبائل، حيث أكدت مصادر محلية وشهود عيان أن الميليشيات قامت، خلال اليومين الماضيين، بزراعة آلاف الألغام حول صنعاء في منطقة الحزام الأمني، من مختلف الاتجاهات، وكانت «الشرق الأوسط» أشارت في وقت سابق، إلى عمليات توزيع أسلحة على أنصار الحوثي وصالح في صنعاء، تحسبا لمواجهات داخل المدينة.

وتعليقا على قيام ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع بزراعة الألغام حول صنعاء، قال مصدر قيادي في المقاومة الشعبية في «إقليم آزال»، في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»: «إن ذلك يعكس حجم الانكسار والإرباك في صفوف الميليشيات، ويشير إلى أنهم لم يعوا الدرس جيدا وأنهم ينوون سحب المعركة إلى صنعاء والاحتماء بملايين المدنيين، هروبا من ضغوط واتساع عمليات المقاومة الشعبية والزحف المرتقب للجيش الوطني وقوات (السهم الذهبي)»، وأضاف المصدر، الذي رفض الكشف عن هويته، أن ذلك يعكس، أيضا، «ضعف قدرات الميليشيات وأنها فقدت قدراتها الهجومية وتحولت إلى مربع الدفاع ويعكس انكشاف جبهتها»، وأردف المصدر في «مقاومة آزال» أنه «إذا كانت الميليشيات تظن أنها بهذه الأعمال ستنجو من عمليات المقاومة التي تزلزل أركانها الواهية في قلب ومحيط العاصمة صنعاء، فهي مخطئة، فمقاومة إقليم آزال وهي موجودة في كل مناطق الإقليم، لديها القدرة على كسر وتجاوز كل الخطوط الدفاعية ولن تقف أمامها مثل هذه المحاولات، فالمقاومة التي وصلت بعملياتها إلى قلب القصر الجمهوري بصنعاء قادرة على الوصول إلى الكهوف والمخابئ، وهذا النهج معروف عن جماعات الموت والدمار قيامها بتفخيخ المدن وزرع الألغام والمتفجرات في طريق يمن المستقبل ولن تفلح في ذلك، فالشعب لها بالمرصاد».