&حسن علي كرم

&هناك على ما يبدو بعض الضغوط الشعبيةالداعية لأستقبال اللاجئين السوريين على أرض الكويت و مبررات هؤلاء تأثرهم بالمشاهد المأساوية اليومية التي تنقلها وكالات الأنباء و عدسات المصورين و تبثها شاشات التلفزيون والوسائط الألكترونية عن هؤلاء اللاجئين المغامرين الذين يجازفون بأرواحهم للعبور إلى جنة الخلدالموعودة في البلدان الأوروبية والغربية عموماً،اللجوء الى أوروبا أشبه بموضة الموسم أو هبةأو خدعة من خدع السماسرة و المتاجرين بأرواح البشر الذين أستغلوا الظروف المأساوية للسوريين والعراقيين و اليمنيين والصوماليين وأخذوا يتاجرون بأرواح هؤلاء و بدمائهم و بمدخراتهم المالية التي أدخروها للزمن الأسود و من منهم لا يملك مدخراً ، فلجأ ألى بيع بيته أو موجوداته من عفش المنزل حتى لا يتأخرعن ركب المغامرين الفارين ألى جنة الخلدالموعودة ...!!!


لعله لا يلام اللاجئون أذا فروا من أوطانهم ألى مواطن يتوافر فيها الأمان و أستقرار العيش و الحياة الأدمية الكريمة ، فنحن في الكويت عشنا الخوف و الرعب و تهددت أرواحنا إبان الغزو العراقي الهمجي الغاشم و كانت المدة كافية لكي نستشعر بمأساة مواطني تلك الأوطان الخاضعة للحروب والأزمات ، غير أن الفرار ألى أوروبا ليس دافعه على الأرجح الخوف و البحث عن مأمن أمنٍ و حسب بقدر دوافع الأستيطان و الأقامة الدائمة و الحصول على جنسية بلد اللجوء خصوصاً أن قوانين البلدان الأوروبية تسمح للمقيم بعد بضع سنوات التجنس بجنسيتها حتى و ان كان لاجئاً ،ما يشهده البحر الفاصل بين بلدان الحروب و بلدان اللجوء قصة أخرى سيذكرها الرواة والقصاصون في رواياتهم و قصصهم بعدما تهدأ العواصف و تنقشع الغيوم المكتنفة في السماء الفاصلة بين ضفتي البحر و حكايات المغامرات ما بين الموت و الصراع من أجل البقاء ، لذا من يطالبون الحكومة بتسهيل دخول اللاجئين على الأرجح جرفتهم العاطفة و التأثر بالمشاهد المنقولة عبر شاشات التلفاز غير آبهين عدم قدرة الكويت للقيام بتلك المهمات ، ثم أن اللجوء أذا فتحت أبوابه ألى السوريين هناك أيضاً عراقيون يفرون من جحيم داعش و الأرهاب و المفخخات و القتل على الهوية و الفصل الطائفي و الأضطهاد الديني و هناك اليمنيون على الملجأ الاخر ، سلسلة من الأزمات و الحروب و المآسي التي تشهدها المنطقة المنكوبة و التي لا يبدو أن لها نهاية قريبة ...!!


لقد دعت الكويت العالم لمؤتمرات للتبرع للاجئين السوريين ، و عقدت على أرضها ثلاثة مؤتمرات دولية من أجل ذلك كما و انها كانت سباقة للتبرع و كانت الاولى في قيمة التبرعات حيث ناهزت تبرعاتها الثلاثة مليارات من الدولارات فيما تنصلت الكثير من البلدان التي تعهدت بالتبرع عن تعهداتها هذا بخلاف المساعدات اللوجستية التي قدمتها جمعية الهلال الأحمر الكويتية و جمعيات خيرية أهلية كويتية ، إن الكويت لا تحتاج لمن يقول لها ماذا تفعل لا سيما في مجالات الخير ، فالكويت بلاد الخيرات و بلاد الخيرين و اميرها قائد العمل الأنساني بشهادة عالمية و أسلامية و عربية و خليجية ، و الأموال الخيرية التي تخرج منها تغطي ميزانيات دول ، غير أن تسهيل اللجوء الى الكويت فهذا أمر آخر لعله خارج طاقاتها الاستيعابية ، علينا ألا تجرفنا العاطفة و ننسى واقعنا لذا أعود و أقول استقبال اللاجئين السوريين و غير السوريين في الكويت مسالة صعبة و عويصة ، فأذا كانت الحكومة عاجزة عن حل مسألة البدون ، فهل مستعدة لحل مسألة مئات الآلاف من اللاجئين ، و لعل قرار الحكومة بعدم مخالفة السوريين المقيمين في البلاد المنتهية أقاماتهم أو جوازات سفرهم يدخل في سياق الحل الأنساني ، ألا اننا نحذر من تجدد مسألة بدون جديدة ...


لا تضعوا الكويت على محك المقارنة ، فأرضها لا تستوعب لاجئين قلنا هذا سابقاً و نقوله راهناً و سنقوله لاحقاً ، ليت قدم الآخرون للسوريين معشار معشار ما قدمته الكويت ...
رجاءً أرحموا الكويت ....