سعد الياس

&ظهر إلى العلن قبل فترة قصيرة تحرك مفاجئ لمجموعة تطلق على نفسها إسم «حماة الديار» تردّد أن مركزها في طرابلس من دون أن تُعرَف أهداف هذه المجموعة التي وصفها مشايخ سنّة وسياسيون بأنها مشبوهة وربما تكون نسخة عن «سرايا المقاومة» التابعة لحزب الله أو استنساخاً لتجربة ميليشيات الحشد الشعبي في العراق.

ويترأس «حماة الديار» شاب مسيحي يدعى رالف الشمالي الذي أعلن أن حركته تتلقى الدعم والتدريب من الجيش اللبناني.

ونشرت الحركة في صفحتها على «فيسبوك»، مقاطع فيديو مؤيدة للجيش ودعوات لأنشطة برعاية قائد الجيش العماد جان قهوجي وأناشيد تدعو للثأر من الإرهابيين، بالإضافة إلى صور تدريبات ما يؤكد أنها ليست حركة مدنية.

وما استفز كثيرين من أهالي الشمال خصوصاً ومن أهالي المناطق السنية الأخرى هو سم الحركة «حماة الديار»، وهي العبارة التي يبدأ بها النشيد الوطني السوري. اما الاناشيد التي تبثها الحركة الجديدة فهي مناهضة للارهاب ومنها «ناخذ بثأر الارهاب، قوي الصوت وصراخ بوج القناص، وخلي الدني تشتي قواص»، اضافة إلى «هيدا يلي خلى امك تلبس ثوب حدادك، وهيدا يلي حلل دمك ويتّملك ولادك».

وأوردت محطة «سكاي نيوز» أن «هذه الحركة ولدت لتشكّل بأغلب أفرادها العلويين وقياداتها المسيحية، خلية نائمة لحزب الله تنتظر ساعة الصفر للكشف عن حقيقة إطلاقها».

ونقلت عن مراقبين قولهم «إن حماة الديار، التي يتركز وجودها في شمال لبنان ويترأسها رالف الشمالي، تزعم أنها حركة مدنية، إلا أنها ليست إلا ميليشيا تدعمها جهات لها غاياتها في بلد يشهد استقطاباً مذهبياً وغياباً للدولة». واضافت «ترفع الحركة شعار دعم الجيش في العلن، إلا أن مصادر تؤكد أنها تتلقى دعماً وتدريباً من أحزاب سعت في السنوات الأخيرة إلى ضرب الجيش، خاصة حزب الله الذي بات يسيطر على معظم مؤسسات الدولة».

وقد ربط أحد فاعليات التبانة الشيخ خالد السيد بين نشوء هذه الحركة وعودة القنابل اليدوية إلى منطقة ابو علي متهماً حزب الله بالوقوف وراء هذه الانتكاسة الامنية.

وقال السيد «صرح الوزير نهاد المشنوق رافضاً سرايا المقاومة وبارك ذلك سماحة المفتي دريان، فرد حزب الله عليهما برمي القنابل».

وطرح كثيرون على مواقع التواصل الاجتماعي علامات استفهام حول طبيعة هذه الحركة، وكتب جمال السيد أحمد «سؤال موجّه إلى قيادة الجيش اللبناني وعلى رأسها العماد جان قهوجي، ما هي حقيقة حماة الديار؟ لقد سمعنا الكثير عنها ، لم نسمع اي تعليق من اي مسؤول امني عنها، أم هي من المحرّمات لا يجب التطرق اليها ، وهل الجيش بحاجة لمن يحميه؟ وهل الجيش بحاجة إلى زائد سلاح لحمايته،؟ لا يجوز تشريع سلاح وميليشيا جديدة تحت حجة الخوف من الارهاب الكل لديه ملء الثقة ان الجيش لوحده هو قادر على حماية لبنان».

اما الحركة فأعلنت في بيان أنها «تلقت بعض التهديدات بالقتل من قبل جماعات ارهابية»، ولفتت إلى «أنها حركة مدنية لبنانية أنصارها من كل الطوائف اللبنانية وتمثل النسيج اللبناني بأكمله وليس لدينا أي اسلحة وأعمال تسليح أو جانب عسكري»، وأشارت إلى «أن هدف الحركة هو دعم الدولة اللبنانية ضمانتنا الوحيدة ومؤسساتها وعلى رأسها الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي والامن العام»، وأوضحت أن «ليس لنا أي عدو في الداخل اللبناني فكل اللبنانيين هم اهلنا واخوتنا ، وتمويلنا ذاتي من اشتراكات المنتسبين والناشطين وليس لدينا أي مصادر تمويل محلية أو خارجية».

وازاء كل الضجة التي ترافق نشوء «حماة الديار» أوضح وزير الداخلية نهاد المشنوق « أننا بصدد اعداد ملف امني وقانوني لالغاء الترخيص المعطى لجماعة حماة الديار في طرابلس».