مشعل السديري

 باع مربٍ للماشية بمحافظة حفر الباطن في السعودية فحلاً من فحول التيوس، لمستثمر قطري بقيمة بلغت 300 ألف ريال، حسب ما قيل فإن (المحروس) - أي التيس - ينتمي إلى سلالة عريقة ونادرة ومعروفة!!

وهناك مواطن هندي يدعى إسلام باتي طلب مبلغاً وقدره 125 ألف جنيه إسترليني مقابل ماعز يملكه مكتوب على فروه لفظ الجلالة في جنب وعلى الجانب الآخر رسم على شكل نجمة.
وهناك عائلة هندية مسلمة وغنية ترغب في الحصول على ذلك الماعز المبارك، وشاهدت صورة ذلك الحيوان ولم أجد غير شعرات مشعثرة.
وهذا الشغف العجيب ليس مقتصراً علينا نحن العرب والمسلمين، ولكن بعضهم حتى في البلاد الأجنبية لديهم ذلك الداء.
يشار إلى أنه من الحيوانات الأعلى سعراً هو الكلب النيبالي الأحمر (هونغ دونغ) من فصيلة (ماستيف) وبيع العام الماضي بمبلغ 945 ألف جنيه إسترليني، وقد اشتراه ملياردير قيل إنه قطب في مجال صناعة الفحم لم يكشف عن اسمه.
أما داهية الدواهي فتكمن في هذا الخبر الذي قرأته، وما زلت غير مصدق بما جاء فيه:
في عام 2006 اشترى صاحب مزرعة لتربية المواشي يدعى جون ماغنير قرداً نادراً اسمه (القرد الأخضر) بمبلغ وصل إلى 16 مليون جنيه إسترليني.
إنني أفهم وأستوعب وأعذر من يشترون بعض سلالات الخيول حتى بملايين الدولارات، لأن المسألة فيها مسابقات ومراهنات و(بزنس).
وكذلك بعض فحول الثيران المميزة بالنشاط والصفات النموذجية التي قد يصل بعضها إلى ثلاثة ملايين دولار، فيكفي أن يستحصلوا سائله المنوي ليلقحوا به مئات الأبقار دفعة واحدة، لتدر كل بقرة من الحليب عشرات الجوالين دون أن تتوقف.


ولكن أن تكون المبالغات بأسعار الحمام والطيور والإبل وحتى القرود إلى هذه الأرقام الفلكية فهذا غير منطقي وغير مقبول.
وأذكر قبل خمس عشرة سنة، أن اشترى أحدهم تيساً من مزاد بعشرين ألف ريال، وأطلقه في فناء منزله يعلفه ويرعاه معززاً مكرماً، وقد اتصل به البعض لشرائه، ودفعوا له 35 ألف، غير أنه رفض على أمل أن يبيعه بـ50 ألفاً، وسافر إلى مكة لأداء العمرة لمدة يومين.
وصادف في تلك الأيام أن ابنه نجح في الثانوية، ومن شدة فرحته واحتفالاً بنجاحه عزم زملاءه لوليمة عشاء، وما كان منه إلا أن يذبح التيس دون أن يدري عن قيمته، وبعد أن أكلوه سهروا يغنون ويرقصون إلى أن طلع الفجر.
وما إن عاد والده من سفره وعرف بتلك المصيبة، حتى وقع من طوله، وكادت تحصل له سكتة قلبية، لا تسألوني ماذا فعل بابنه بعد ذلك، لقد مسح به البلاط.