عبدالمحسن يوسف جمال

 

 

شهدت الفترة الأخيرة في العالم تشويهاً للفكر الديني (الاسلامي بالدرجة الاولى)، الذي استطاعت حركات أصولية منتسبة إلى الإسلام ومرتبطة بجهات عالمية مشبوهة تشويه سماحة الدين الإسلامي الأصيل وإظهاره بمظهر «وحش كاسر» يريد هدم الحضارة الإنسانية بمختلف صورها.
ولعل هدم التراث الإنساني وتكسير الآثار التاريخية وهدم الأضرحة وقبور الصالحين والاستهزاء بعقائد الناس ومهاجمة الأديان وقتل أتباعها ومناصريها وسبي نسائها، هي أكثر صور الانحلال التي واجهت البشرية، والتي حاول «داعش» ومن يقف وراءه إلصاقها بالدين الإسلامي الحنيف.
كل ذلك خلق مساحة كبيرة لمهاجمة الاسلام كدين وسلوك يتبناه مئات الملايين من البشر حول العالم.
ومن المفارقات بعد «داعش» أن بعض الجهات الدولية ما زالت تحاول احتواء ما تبقى من هذه الحركة المتطرفة والحفاظ عليها لاستخدامها مرة أخرى وفي مواقع جديدة أو تكرارها في بلاد العراق والشام.


ولعل ما حدث في منطقة القنيطرة السورية أخيراً حين حاولت جبهة النصرة، المصنفة إرهابية وفقاً لمجلس الأمن، احتلال منطقة حضر السورية في الجولان، فتصدى لها عرب المنطقة من أبطال الدروز، فقامت القوات الإسرائيلية بحماية مقاتلي «النصرة» بشكل استفز الأهالي كثيراً.
وفي الاتجاه نفسه نجد أن هناك من لا يزال يناصر بقايا «داعش» في سوريا والعراق.. فهذه القوى المشوهة للإسلام تجد من يحميها ويدافع عنها ويحتفظ بها للمقبل من الأيام.
لذلك، فإن أهل الكويت أبدوا استغرابهم لبيان وزارة الأوقاف التي أبدت رغبتها في احتواء الدواعش المقاتلين في العراق وسوريا وتبنيهم لإعادة «تأهيلهم»!
والاستغراب أن هؤلاء ذهبوا إلى سوريا والعراق من دون إذن رسمي من أحد، وقاموا بالتدريب العسكري هناك والانضمام إلى حركات إرهابية مشبوهة، ومقاتلة الجيشين العربيين السوري والعراقي، وقتل العديد من الأبرياء وانتهاك الحرمات، والدخول إلى أراضي الغير من دون معرفة السلطات الرسمية.
وكل تلك الأعمال تعتبر مخالفة للقوانين الكويتية ويعاقب عليها القانون، فكيف تأتي وزارة الأوقاف بتغطية أولئك بدعوى التأهيل الديني لمن ارتكب هذه الأعمال البشعة؟!
كل ذلك يحدث أمام نظر العالم وبصره، والذي يتابع تحرك المنتمين إلى الفكر الداعشي ويتحرز من دخولهم أراضيه، وبالأخص إلى أوروبا والولايات المتحدة.
فهل سيحال هؤلاء إلى القضاء الكويتي إذا تم القبض عليهم وتنشر صورهم أم ستتولى وزارة الأوقاف أمرهم وتمنع كل أحد من معرفتهم أو عقابهم؟!
وهل ما زال لدينا من يتعاطف مع فكر الدواعش رغم كل الذي عملوه في الإسلام والمسلمين؟!