FINANCIAL TIMES

 بيليتا كلارك من لندن

لعل أحدا لم يأبه لرودريجو دوتيرته، الرئيس الفلبيني، عندما شارك مغنية محلية الغناء أمام دونالد ترمب في حفل أقيم في مانيلا أخيرا.
لم آبه بذلك أيضا إلى أن رأيت اسم المغنية المحلية: بيليتا كوراليس التي لا تعرف الكلل والتي هي مصدر اسمي. لقد شدت انتباه والدي لأنها كانت مغنية مشهورة في مسقط رأسي في أستراليا، بعد أن تسبَّبَت في ضجة صغيرة حين وصلت إلى هناك في عام 1959 على يخت يتسرب إليه الماء، تعين إنقاذه بواسطة البحرية.
استغلت شهرتها الفورية في حياة مهنية في أعمال الاستعراض الفنية في ميلبورن، التي فاتتني لأنني لم أكن حتى في مرحلة الجنين في ذلك الوقت. لكنني ظللت أراقبها من بعيد على مر السنين في الوقت الذي عادت فيه إلى الوطن إلى مهنة أخذتها من كونها فنانة استعراضية على المسرح لتسلية الجمهور قبل ظهور فرقة البيتلز، لتصبح قاضية في برنامج المسابقات الفنية The X Factor Philippines في عام 2012.
طوال هذه الفترة، لم يكن يخطر على بالي كثيرا ما إذا كان حملي لاسمها أمرا جيدا أم سيئا. صحيح أنني لن أستعيد الساعات التي قضيتها على الهاتف في تهجئة اسمي إلى الغرباء المحتارين فيه. وكانت لي أيضا بداية متوترة بشكل غريب مع زميلة جديدة في المكتب قبل مدة، التي شرحت في وقت لاحق أنها وجدت صعوبة في التآلف معي لأنها لم تكن تطيق بيليتا الفنانة صاحبة الاسم الأصلي.
أرجعتُ سبب ذلك إلى سوء الحظ، جنبا إلى جنب مع شخص سألني في إحدى السنوات عن كيفية تهجئة اسمي ثلاث مرات.
لكن خبر ورد في الأسبوع الماضي بأن بيليتا الأصلية لا تزال على قيد الحياة ومستمرة في الأداء، دفع صديقا أن يرسل إلي بحثا مثيرا للقلق بعض الشيء جعلني أفكر في اسمي مرة أخرى. يشير البحث إلى أن الأشخاص الذين لديهم اسم غير عادي هم أقل قابلية للتوظيف ممن لديهم اسم دارج. وينصح البحث حرفيا الآباء بأنه "يجدر بهم أن يعيدوا النظر في رغبتهم في اختيار اسم مميز". هذا أرسلني إلى نوبة عاجلة من البحث على جوجل التي كشفَتْ مجالا غنيا من الدراسات في كيفية تأثير الأسماء على فرص العمل، لم يكن من بينها شيء مثير بالنسبة لاسم بيليتا. يبدو أن المشكلة تبدأ في وقت مبكر هو مرحلة المدرسة. يقال إن المعلمين يقللون دون وعي توقعاتهم بشأن الأطفال الذين لديهم أسماء غير عادية، لدرجة أن هؤلاء التلاميذ قد يعانون علامات متدنية في الاختبارات.
ووجدت دراسات أخرى أن الأولاد الذين لديهم أسماء غريبة هم أكثر تمثيلا في صفوف الأحداث الجانحين الأمريكيين، بغض النظر عن العرق. من الواضح أن الارتباط لا يعني بالضرورة السببية، وإن كان هناك رأي مفاده أن وجود اسم غير عادي يمكن أن يجعل الأولاد أقرب إلى الدخول في عالم الجريمة، لأن أقرانهم يعاملونهم بشكل مختلف ويجدون صعوبة في تكوين علاقات.
ثم هناك قضية النطق. قضيت كثيرا من الوقت في شرح كيفية نطق اسمي (التركيز يذهب إلى المقطع الثاني، وليس الأول). لذلك شعرت بالجزع حين عثرتُ على دراسة أخرى تشير إلى أن الأشخاص الذين يصعب نطق أسمائهم ربما يكونون أقل قابلية لأن يكونوا محبوبين، وأقل احتمالا لأن تكون لديهم وظيفة عليا في مكتب محاماة – إلى أن أدركت أن الدراسة كانت تشير إلى اسم العائلة. الحمد لله أن اسم عائلتي كان دائما هو كلارك.
رغم كل ذلك أشك في أن كون الاسم غير عادي أمر مهم لتلك الدرجة. لم يمنع ذلك كوندوليزا رايس من أن تصبح وزيرة للخارجية الأمريكية، ولا باراك حسين أوباما من أن يكون رئيسا للولايات المتحدة، ولا يزال وزير الخارجية البريطاني هو ألكساندر بوريس دي فيفيل جونسون.
لكنني لن أقول إن الاسم لا يعني شيئا، ولا سيما في مجلس الإدارة. أحد أغرب الأشياء التي مررت بها كان تحليلا لملفات على "لينكد إن" أظهر أن الرؤساء التنفيذيين من الذكور لا يغلب عليهم فقط أن تكون لديهم أسماء شائعة، بل غالبا ما يُعرفون بالنسخة المختصرة من اسمهم، مثل بوب في مقابل روبرت أو جاك، أو فْريد. من ناحية أخرى، يغلب على الرئيسات التنفيذيات استخدام أسمائهن الكاملة: ديبورا، سينثيا، كارولين.
من رأي الخبراء أن السبب في ذلك هو أن الرجال يريدون أن يظهروا بمظهر أكثر ودية وانفتاحا، في حين أن النساء يشعرن بالحاجة إلى الظهور بمظهر أكثر مهنية.
في كلتا الحالتين، أنا سعيدة لكوني أحمل اسم بيليتا، لأنني تقريبا لم أكن لأحمله. كان يدور في ذهن والدي اسما أماندا وجين قبل أن يقررا اختيارهما النهائي. قد يقول العلم إن هذه كانت اختيارات أكثر أمانا، ولكن أين تكمن المتعة في ذلك؟