جاسر عبدالعزيز الجاسر

هكذا هي الحال مع «جماعة الأربعة» التي تحكم دولة قطر، فبعد العديد من التحذيرات والتنبيهات والحديث المباشر مع رئيس الجماعة وفرعها -سواء من قبل قادة المملكة والإمارات والبحرين أو من قبل القادة الآخرين لدول الخليج العربي وبالذات أمير الكويت- لم تلتزم قطر في ظل حكم (جماعة الأربعة) بكل ما تعد به، وأصبح التزام قطر بالمعاهدات والمواثيق مثل حلفائها الذين لا تخفي سراً بتحالفها معهم، فمنذ عهد حمد بن خليفة إلى يومنا هذا تقلِّد إسرائيل ونظام طهران لتشكل الضلع الثالث في مثلث متمردي القانون الدولي، إذ إن قطر ومنذ عام 1995م حينما أزاح حمد بن خليفة والده عن الحكم الذي كان خارج البلاد في إجازة خاصة، ومنعه من العودة إلى البلاد واستولى على السلطة، مثلما فعل خميني بإيران التي حولها إلى داعم رئيس للإرهاب ومخلب للشر عبر التدخل في الشؤون الداخلية للدول، سار حمد بن خليفة على نهج خميني، فاستورد أدوات التدخل والإرهاب، وأنشأ أول ما أنشأ قناة الجزيرة الإرهابية وعقد صفقة مع محطة بي بي سي البريطانية لنقل طاقمها العربي من لندن إلى الدوحة ليكونوا جيشاً إعلامياً تحريضياً متخصصاً في نشر الفتن والأكاذيب في الفضاء العربي وموجهاً عداءه المكشوف للدول الخليجية، وبالذات للمملكة العربية السعودية والبحرين ودولة الإمارات العربية.

وليكمل الاستعانة بالأشرار استعان بحمد بن جاسم الذي كان موظفاً في دائرة البلدية، وعينه وزيراً للخارجية ليكون مع زوجته التي كانت مكلفة بمهام تتخطى مهام الوزراء في حكومته، ليكون ذلك الثلاثي المجلس الحاكم الذي يدير قطر، وكان لا بد من مكاتب متخصصة ومستشارين حيث فتحت قطر أبوابها لكل المغامرين السياسيين وأصحاب الأجندات المؤدلجة كالإخوان المسلمين، وفتحت قناة اتصال سياسية مع إسرائيل، وفي نفس الوقت احتضنت من تدعي عداوة إسرائيل «حماس»، فتواجد قادة حماس في الدوحة مقيمين غير بعيدين عن مكتب تمثيل إسرائيل في قطر.

وهكذا جمع حمد بن خليفة كل رؤوس الفتنة والشر الذين يجمعهم كره الخليج والحقد على أهله، فمنح التنظيم الدولي للإخوان المسلمين وحماس وقادة القادة وطالبان وداعش والنصرة وأخيراً الحشد الشيعي العراقي وقبله حزب الله اللبناني كل أنواع الدعم المالي والعسكري والاستخباري، لتصبح قطر منذ انقلاب حمد بن خليفة الذي سلم السلطة «اسمياً» إلى ابنه تميم بمشورة من زوجته، حتى يتمكن اللعب بحرية من خلف ستار حكم ابنه، وليوسع المثلث المستلب للسلطة في قطر إلى مربع بعد إضافة تميم إلى ما أطلقوا عليه (الأمير الوالد) وحمد بن جاسم المسؤول عن المخابرات والإعلام والاتصالات مع إسرائيل وجماعات الإرهاب وزوجة حمد بن خليفة والدة تميم، والأمير الذي لا يملك من أمره شيئاً، ليتكون رباعياً حاقداً على أهل الخليج، وهذا ما كشفته كل ما جرى منذ 1995م إلى يومنا هذا.

حاولت دول الخليج العربي كثيراً توضيح أخطار ما يفعله حمد بن خليفة وأعوانه من (جرائم) تجاه أهل الخليج ودول عربية أخرى كاليمن وليبيا ومصر، إلا أن الإجرام والإرهاب والحقد تغلغل في نفوس الأربعة ليصبح نهج قطر الإجرام والإرهاب والعمل على تدمير الدول، وهنا كان لابد من فعل شيء، في البداية كانت خطوة سحب السفارات، وهرع تميم إلى الكويت التي قامت بالواجب إلا أن الطبع غلب التطبع وواصلت قطر من خلال جماعة الأربعة نفس أدوارها في دعم الإرهاب والعمل على تدمير وهز استقرار الدول، فكان لا بد من (الكي) الذي نأمل أن يكون شفاءً لنفوس من يحكمون قطر، وإن لم يفلح فما بعد الكي إلا البتر، وعلى أهل قطر أن يتداركوا الأمر قبل أن يصل الأمر إلى ذلك.