أحمد بودستور&

قال الشاعر : العلم يرفع بيوتا لاعماد لها والجهل يهدم بيوت العز والشرف.


يقول المثل الصيني (المعرفة التي لا تنميها كل يوم تتضاءل يوما بعد يوم) فقد أقام اتحاد الأمن السبراني والبرمجة قبل أيام مسابقة أطلق عليها ( الهاكاثون ) وهي كلمة تعني ماراثون الاختراع والابداع واستمرت لمدة ثلاثة أيام وشارك فيها عدد 3 آلاف مشارك من 100 دولة وهم من فئة الشباب بهدف وضع حلول علمية بواسطة التكنولوجيا للمشاكل والنواقص التي تبرز في موسم الحج ولذلك أطلق على المسابقة ( هاكاثون الحج ).
الملفت في هذه المسابقة أنها دخلت موسوعة غينيس نظرا لعدد المشاركين فهم في البداية كانوا 18 ألف مشارك وتمت تصفيتهم إلى 3 آلاف مشارك وقد تم تقسيمهم إلى فرق وورش عمل ووصل عدد الفرق إلى 80 فريقا وكان التنظيم رائعا نظرا لعدد و سائل الإعلام التي غطت الحدث وقد وضعت جوائز مقدارها مليوني ريال سعودي يمنح الفريق الأول مليون ريال والثاني نصف مليون ريال وتعتبر هذه الجوائز رأسمال لشركات يتم تأسيسها بأسماء المشاركين الفائزين وذلك لضمان استمرارية الفريق في البحث والاختراع والإبداع.
الفريق الذي فاز بالمركز الأول يتكون من 4 فتيات سعوديات وهو بحد ذاته إنجاز للمرأة السعودية التي اثبتت أنها في مستوى التحدي وهي فازت على مشاركين من 100 جنسية وهو ما يؤكد أنها قادرة على المشاركة في مشاريع التنمية التي تكون وفق رؤية 2030 .


لاشك أن هذه المسابقة التي تبرز دور الشباب في المشاركة في التنمية ووضع حلول عصرية للمشاكل التي يعاني منها المجتمع السعودي وكذلك مشاكل على مستوى عالمي مثل موسم الحج هي من حسنات وانجازات وثمار العهد الجديد الذي يقوده بفكر الشباب صاحب السمو الملكي ولي العهد ووزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي احدث ثورة في المفاهيم والقيم في المجتمع السعودي حيث فتح المجال واسعا أمام المرآة السعودية للمشاركة في التنمية بعد أن ازاح العوائق التي وضعها الفكر الديني المتشدد في طريقها وهي اليوم تثبت أنها في مستوى التحدي وعند حسن الظن بعد أن حصلت على المركز الأول في مسابقة هاكاثون الحج السعودي.
هناك عملية تطوير مستمرة في تحسين أداء الأجهزة الحكومية وكذلك المتطوعين في إنجاح موسم الحج وتوفير سبل الراحة لضيوف الرحمن ولاشك أن الحكومة السعودية قطعت شوطا كبيرا في عملية توسعة الحرمين المكي والنبوي فهناك جهود خارقة تبذل من أجل راحة ضيوف الرحمن وان يكون موسم الحج بدون حوادث ومشاكل وخاصة عملية توفير الأمن لثلاثة ملايين حاج في مساحة صغيرة.
نعتقد أن مسابقة هاكاثون الحج سوف تستمر فهناك قضايا ومشاكل أخرى تحتاج إلى حلول إبداعية غير تقليدية فهناك مثلا أزمة السكن وأزمة المرور ومجالات كثيرة سوف يشارك الشباب بوضع حلول لها وهي بادرة غير مسبوقة أن يكون هناك استعانة في الشباب للمساهمة في تنمية المجتمع وتطويره بحيث يواكب المجتمعات المتحضرة التي سبقتنا بالعلم.
نأمل أن تصل هذه التجربة الرائدة إلى الكويت وايضا يتم الاستعانة في الشباب سواء الكويتي فقط او من دول أخرى وذلك لوضع حلول علمية غير تقليدية للأزمات التي نعاني منها ولازالت نفس المشاكل لم تتغير .&
هناك القضية السكنية التي رغم الاهتمام الكبير بها إلا أنها لازالت مكانك راوح لأن عدد الطلبات السكنية المتراكمة نفسه لم يتغير وكذلك هناك القضية المرورية التي للأسف فشلت وزارة الداخلية في وضع حلول لها فلازالت الزحمة موجودة ولازال الحصى يتطاير في الشوارع وهناك قضايا التعليم والصحة والسياحة وغيرها من القضايا المزمنة .&


أن الأهم من هذه المسابقات هي اقتناع الحكومة بالافكار الشبابية في حل القضايا المزمنة التي نعاني منها ولا أن يكون مصير هذه الأفكار المبدعة والخلافة هو الاهمال والتجاهل ووضعها على الرف حتى يعلوها الغبار لأن الحكومة لاتؤمن بفكر الشباب لانها حكومة عفى عليها الزمن ولم تعد تواكب روح العصر.
&