قطار الحرمين السريع.. جاهز

قطار الحرمين السريع.. جاهز

&أحمد الهلالي

دشن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- في جدة أمس الثلاثاء قطار الحرمين السريع، في حضور عدد من المسؤولين، حيث وصل -حفظه الله- إلى محطة ركاب قطار الحرمين السريع، وكان في استقباله صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، وصاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز محافظ جدة، وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن بندر بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة مكة المكرمة، ومعالي وزير النقل د. نبيل بن محمد العامودي.

واطلع خادم الحرمين الشريفين على أبرز ما تقدمه محطة قطار الحرمين السريع من خدمات للمسافرين، كما شاهد خادم الحرمين الشريفين والحضور فيلماً وثائقياً عن مشروع قطار الحرمين السريع.

رعاية الحرمين

وقال وزير النقل د. نبيل بن محمد العامودي في كلمة خلال حفل التدشين: "شرفنا الله بخدمة ضيوف الرحمن منذ أن أنعم على وطننا بوحدته، على يد مؤسس هذا الكيان العظيم الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، وها هو النهج يستمر في عهدكم يا خادم الحرمين الشريفين، راسماً لنا خطط عمل شاملة حفزتنا جميعاً على مضاعفة الجهود ومسابقة الزمن في سعينا لتحقيق توجيهاتكم الكريمة لراحة الحجاج والمعتمرين".

تسخير الإمكانات

وأضاف: "لقد وجهتم يا سيدي بتسخير الإمكانات كافة لخدمة ضيوف الرحمن، وفق الرؤية الوطنية الطموحة 2030، بما في ذلك الخدمات الأساسية للنقل عبر مشاريع كبرى يَسرت سُبل الراحة للحجاج والمعتمرين لتكون الرحلة بين مكة والمدينة أقرب وأيسر من أي وقت مضى، تدشين هذا المشروع بالتزامن مع مناسبة اليوم الوطني الثامن والثمانين لتوحيد هذا الوطن العظيم، ما هو إلا تأكيد على التزام المملكة بخدمة الإسلام والمسلمين بفضل حرصكم وعنايتكم ودعمكم، الذي تجسد عبر عدد من المشاريع العملاقة في خدمة ضيوف الرحمن".

جاهزية الانطلاق

وأعلن وزير النقل خلال كلمته عن جاهزية انطلاق وتشغيل قطار الحرمين قائلا: "أتشرف بإعلان جاهزية انطلاق وتشغيل قطار الحرمين السريع، حيث نفخر ونتشرف جميعاً بنقل ضيوف الرحمن والمواطنين والمقيمين على هذه الأرض الطاهرة"، مؤكّداً أن قطار الحرمين يمثل الفكرة التي رعاها خادم الحرمين الشريفين -أيده الله- وحرص على إنجازها وتذليل كل الصعوبات التي اعترضتها، واليوم أصبحت الفكرة واقعاً نعيشه لتكون داعماً لتحقيق رؤية المملكة في استيعاب النمو المستمر في عدد قاصدي الحرمين الشريفين.

أفضل التجارب

وأوضح أنه بعزم على إنجاز المشروع وفق أفضل التجارب العالمية تم تنفيذ مشروع قطار الحرمين السريع ليشمل خمس محطات.. محطتان في مكة المكرمة والمدينة المنورة، ومحطة في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية برابغ، ومحطة في مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، ومحطة في قلب محافظة جدة، هذا القطار على خط بطول 450 كيلو متراً وبطاقة استيعابية تصل إلى 60 مليون مسافر سنوياً، يتنقلون بين مكة المكرمة والمدينة المنورة عبر قطار الحرمين السريع بكل راحة وأمان وسرعة، وكفاءة.

مركز لوجستي

ونوه وزير النقل على حرص، ومتابعة خادم الحرمين الشريفين المستمرة لقطاع النقل، مشيراً إلى أنها كانت الدافع للجميع لبذل قصارى جهودهم لتحقيق تطلعات القيادة الحكيمة، وترسيخ مكانة المملكة بتحويلها إلى مركز "لوجستي" عالمي يربط القارات الثلاث، رافعاً شكره لخادم الحرمين الشريفين على رعايته الكريمة، سائلاً المولى العلي القدير أن يبارك في مكتسبات الوطن ويبارك في قيادته الحكيمة، وأن يمدها بتأييده ونصره وتوفيقه لمواصلة خطى الاستقرار والتنمية، كما قدم شكره لكافة وزراء النقل السابقين وللعاملين في منظومة النقل منهم في المؤسسة العامة للخطوط الحديدية والشركة السعودية للخطوط الحديدية "سار" وهيئة النقل العام.

أضخم المشروعات

ويعد مشروع قطار الحرمين السريع أحد أضخم مشروعات النقل في الشرق الأوسط، إذ يعتبر أحد العناصر المهمة في برنامج توسعة شبكة الخطوط الحديدية في المملكة العربية السعودية ضمن رؤية المملكة 2030، حيث يربط المشروع المدينتين المقدستين مكة المكرمة، والمدينة المنورة مرورا بجدة، ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية، ويهدف إلى توفير وسيلة تنقل سريعة وآمنة بين المدن التي يمر بها المشروع بصورة تضمن سلامة، وراحة الركاب، والمسافرين من المواطنين، والمقيمين، والحجاج، والمعتمرين.

بداية التنفيذ

وشملت مراحل تنفيذ مشروع قطار الحرمين السريع، المرحلة الأولى، وهي تصميم وتنفيذ أعمال البنى الأساسية، ويتضمن الجزء الأول منها الأعمال المدنية، في حين تضمن الجزء الثاني المحطات، وتضمنت المرحلة الثانية تنفيذ أعمال الخط الحديدي وأنظمة الاتصالات، والسلامة، وتوريد القطارات، وتشغيل، وصيانة المشروع، وتضمنت أعمال إلحاقية أعمال نفق المطار.

وشملت المرحلة الأولى تصميم، وتنفيذ أعمال البنى الأساسية، والجزء الأول منها الأعمال المدنية، ويتولى هذا الجزء تنفيذ جميع الأعمال المدنية على كامل المشروع بما فيه الأعمال الترابية، والجسور، والعبارات والتقاطعات، وأعمال الحماية، وأسوار حرم الطريق بطول 450 كم ونطاق العمل، وأعمال البنية التحتية لمسار القطار، والتي تتضمن أعمال قطع وردم بمقدار 150 مليون متر مكعب (أعمال إنشاء جسور) قطار - طرق - معابر للجمال (بعدد 138 جسراً بطول إجمالي يفوق 35 كم وأعمال إنشاء عبارات أسفل مسار القطار) تصريف مياه - معابر للسيارات - للخدمات (بعدد 850 عبارة).

تصميم المحطات

وفيما يتعلق بالجزء الثاني، والخاص بالمحطات، فقد تم التصميم باعتبار محطات مكة المكرمة، والمدينة المنورة، ومطار الملك عبدالعزيز الدولي محطات طرفية على نهايات أطراف المسار، ومحطتي مدينة جدة، ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية محطتي عبور، وتحتوي كل محطة بالإضافة إلى المبني الرئيسي على صالة قدوم ومغادرة وانتظار الركاب، محلات تجارية، مطاعم ومقاهٍ، أرصفة لوقوف القطارات، مواقف للسيارات، صالات لكبار الشخصيات، مسجد يتسع لعدد 1000 مصلٍ، خدمات للدفاع المدني ومهبط للطائرات المروحية، وتم ربط كل محطة بنظام النقل العام من خلال توفير أماكن مناسبة لمواقف الحافلات.

أعمال إلحاقية

وفيما يتعلق بالأعمال الإلحاقية فتضمنت إنشاء نفق القطار المؤدى إلى محطة مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، حيث يتم تنفيذ أعمال إنشاء نفق القطار المؤدي إلى محطة القطار داخل أرض مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة بطول 1600 متر.

وتشمل المرحلة الثانية تنفيذ أعمال الخط الحديدي وأنظمة الاتصالات والسلامة وتوريد القطارات وتشغيل وصيانة المشروع، وتتولى هذه المرحلة بناء الخط الحديدي والخط الكهربائي وتنفيذ أعمال الاتصالات والإشارات وتوريد القطارات، وصيانة، وتشغيل المشروع، والتي تتضمن بشكل عام خدمات الخط الحديدي نظام الكهرباء 25 كيلو فولت كنظام كهربائي معلق ونظام الاتصالات، نظام الإشارات مستوى ثاني (ETCS)، توريد القطارات عدد 35 قطاراً، التشغيل والصيانة لمدة 12 سنة.

سعة القطار

وتصل سعة القطار الواحد إلى نحو 417 راكباً حيث يتكون من أربع عربات لدرجة الأعمال، ثماني عربات للدرجة السياحية، عربة واحدة للكافتيريا.