أنتوني كابتشيو
تدعو استراتيجية ترامب للأمن القومي إلى اتباع نهج أكثر جرأة تجاه منع ضربة صاروخية من كوريا الشمالية على الولايات المتحدة من خلال ضرب أسلحة بيونج يانج قبل إطلاقها. لكن من غير الواضح ما إذا كان لدى الولايات المتحدة التكنولوجيا أو المعلومات الاستخباراتية الميدانية لتنفيذ ضربة استباقية بكفاءة في موقف مثل هذا. وإذا فشلت الولايات المتحدة، ستكون النتيجة صراعاً أشد دموية.
أما الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، فأعلن التحذير وقدم أيضا غصن الزيتون في كلمته بمناسبة العام الجديد معرباً عن رغبته في عقد محادثات مع كوريا الجنوبية ومعلنا في المقابل أن قوته النووية الردعية «لا يمكن التراجع عنها» وأنها تمنع الرئيس الأميركي دونالد ترامب من شن حرب. وقال كيم: «من الحقائق وليس من باب التهديد أن الزر النووي موجود دائما على مكتبي. لن تستطيع الولايات المتحدة تدشين حرب أبدا ضدي أو ضد بلادي الآن». لكن الاستراتيجية الأمنية القومية التي كشف عنها ترامب في ديسمبر تضمنت خيارات بديلة في حال فشل الدبلوماسية. وتدعو الاستراتيجية إلى نهج دفاع صاروخي مكون من طبقات «يركز على كوريا الشمالية وإيران للدفاع عن بلادنا ضد هجمات صاروخية. وهذا النظام سيتضمن القدرة على إحباط التهديدات الصاروخية قبل إطلاقها».
وتعتمد الاستراتيجية على النسخة التجريبية المثيرة للجدل للرئيس السابق جورج بوش الابن وتتمثل في تطوير الضربات العسكرية الاستباقية لتصبح سياسة قومية. وقد اُستخدمت هذه الاستراتيجية لتسويغ الغزو الأميركي للعراق عام 2003. واعترف مسؤولون بارزون في الإدارة الأميركية قدموا إفادة للصحفيين في ديسمبر أن مصطلح «استباق» لم يُستخدم في الوثيقة الرسمية لكنهم قالوا إن الاستراتيجية توضح أن الولايات المتحدة ستدافع عن مصالحها إذا تعرضت لتهديد. والتقدم السريع لكوريا الشمالية عام 2017 في تطوير الصواريخ الباليستية العابرة للقارات والأسلحة النووية باغت معظم المحللين وكشف عن قصور في الاستخبارات. ويرى توماس كاراكو، من «مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية»، أن «جانب المراقبة والاستطلاع في معادلة إحباط الصواريخ يمثل عنصرا مهما، لكن لا يمكنك أن تعترض أو توجه ضربة لصاروخ لا تراه أو لا تستطيع رؤيته قبل إطلاقه». ويعتقد جيفري لويس، الباحث البارز في «مركز جيمس مارتين لدراسات عدم الانتشار النووي» في مونتيري بولاية كاليفورنيا، أنه كي نعوض نواحي القصور يتبع البنتاجون «مسعى جادا وراسخا للغاية لتحسين القدرة العسكرية الأميركية على تتبع الأهداف المتحركة والقابلة للانتقال»، لكن هذه الجهود «ستتمخض على الأرجح عن نتائج متوسطة». ويعتقد النائب الجمهوري مايك روجز الذي يرأس اللجنة الفرعية للخدمات الاستراتيجية المسلحة بمجلس النواب أنه «من اللازم أن يكون لدى صانعي القرار طائفة كاملة من خيارات الدفاع الصاروخي وقدرات الإحباط الصاروخي، ويشمل هذا أيضاً قدرتنا على الاستجابة بطريقة وفي وقت من اختيارنا».
لكن أصعب جزء في تقييم ضربة استباقية من أي نوع هو أن نظام كيم قد يرد بسرعة بوابل من الضربات المدفعية ضد سيول التي تبعد 56 كيلومترا عن الحدود الجنوبية لكوريا الشمالية مما يضع حياة ملايين الأفراد في خطر، سواء تم إحباط صواريخ بيونج يانج الباليستية العابرة للقارات أم لا. لكن حتى معارضو الدفاع الصاروخي يرون أن هناك مزايا لخيارات «التخلي عن الإطلاق» إذا تيسر تطبيقها. ويرى جو سيرينسيون رئيس «بلوشيرز فاند» الذي يستهدف تقليص مخزونات الأسلحة النووية ومقره سان فرانسيسكو أن خيارات الضربات الاستباقية «قد تدفع إلى صراع أكبر لكن كل خيار منها يمكن الاعتماد عليه بشكل أكبر» من أنظمة الاعتراض الأميركية الحالية.
التعليقات