& سعد عبدالله الربيعان&

&دأبنا في كل عام على ترقّب كيف سيفاجئنا الشيخ محمد بن راشد وأهل الإمارات في احتفالاتنا الوطنية، فتارة يرسل رسالة تهنئة لكل مواطن كويتي، وتارة أخرى يبعث بهدايا للكويتيين القادمين لمطار دبي الدولي، كما أنه في كل عام يضيء أطول برج في العالم بعلم دولة الكويت. الحمد لله أن مشاعر البهجة قد أصبحت مُعدية، فنرى الكويت ترد التحية بمثلها عبر احتفالات وفعاليات رسمية وشعبية لأعياد شقيقتها. وحول هذا الحديث، أود أولاً تهنئة دولة الإمارات العربية الشقيقة التي تحتفي في هذه الأيام بعيدها الوطني الـ47 وبعام زايد.

ثم أود الوقوف هنا على كيفية استثمارنا الأمثل في دولة الكويت لهذه المناسبة ومثيلاتها خليجياً، لكونها حدثاً يسهم بشكل عظيم في تعزيز العلاقات الأخوية التي نحن أحوج ما نكون إليها في هذه الفترة. والحديث هنا لا يقتصر على ما تقوم به الجهات الحكومية من احتفالات وتغطيات داخل الكويت، بل كذلك بما تقدمه بعثاتنا الدبلوماسية في دول الخليج إبان الاحتفالات الوطنية لتلك الدول الشقيقة. ولا أكشف سراً إن قلت من واقع اطلاع ومتابعة، إن هنالك عددا من الجهات الحكومية والخاصة في الإمارات تستعين اليوم بمواهب كويتية لتنفيذ حملاتها الوطنية، حيث لدينا من الأفكار والطاقات التي نحتاج إلى توظيفها بشكل فعال ومؤسسي أكثر فقط.
على الصعيد الداخلي، نحن بحاجة إلى أن تكون احتفالاتنا الخليجية بقالب مبتكر يتجاوز الخطب الرسمية التي تستذكر التاريخ والمصير المشترك، وأن يكون لكل حدث احتفالي خليجي هوية تنضوي كل الفعاليات تحت مظلتها. وأن تحمل هذه الاحتفالات روحاً تواكب هموم وتطلعات تلك الدول مثل «عام زايد»، فتتمحور الفعاليات حول هذه المناسبة وما تحمله من معان لأهل الإمارات. كما أن المشاركة لا بد أن تكون عبر باقة من الفعاليات التي تشترك في تنفيذها جهات حكومية وخاصة لم نعتد وجودها في هذه المناسبات لتضيف زخماً مضاعفاً. وأذكر أننا اقترحنا في مجلس الأعمال الكويتي بدبي على عدد من محال التجزئة الكويتية بتقديم عروض خاصة لزبائنها من دولة الإمارات، لا سيما أن إجازة العيد الوطني الإماراتي لهذا العام كانت طويلة نسبياً.
أما على الصعيد الخارجي، فقد جرى العرف أن تشارك بعثاتنا الدبلوماسية بحضور المناسبات الوطنية أو التصريحات الإعلامية في البلد الخليجي المستضيف، ولكن دعوني آخذ دبي كمثال بحكم إقامتى بها، فقد دأبت القنصلية العامة لدولة الكويت منذ العام الماضي بتنظيم الملتقى الكويتي الإماراتي، وهو حدث احتفالي يضم فعاليات وعروضا موسيقية وثقافية، إلى جانب معرض للجهات الكويتية الإماراتية لتقوم بالتعريف بدورها وأنشطتها. وهذا الحدث رغم الجهود المشكورة لتنظيمه وتنوع فقراته، فإنه لم يخرج كثيراً عن عباءة الاحتفالات البروتوكولية، لكنه يظل خطوة موفقة يمكن البناء عليها واستنساخها عبر بعثاتنا الأخرى خليجياً.
بالمختصر، نحن بحاجة إلى تجاوز الطرق التقليدية المرتبطة بالبرقيات والخطابات التي قد تحظى باستحسان القيادات السياسية والبعثات الدبلوماسية، والعمل على تحويلها إلى مبادرات وفعاليات مبهجة تصل إلى قلوب الشعوب الشقيقة التي ستبتهج أكثر، وهذا هو لب فكرة الدبلوماسية العامة.. ونكرر أملنا هنا لوزارة الخارجية لدينا باستحداث إدارة متخصصة في الدبلوماسية العامة لتسند جهودها العظيمة على صعيد الدبلوماسية بمختلف فروعها الرقمية والإنسانية والثقافية.

&