إسحاق يعقوب الشيخ

في عام 1928 أي قبل 85 عاماً كانت جماعة الاخوان المسلمين تتنابت سموماً فطرية على أرض الكنانة مصر.. وقد أخذت جذور هذا التنابت الاخواني يتمدد متنابتاً على أصعدة الدول العربية.. وكذا دول العالم ايضاً (!) إلى ان اصبح تنظيماً اخوانياً دينياً اسلامياً إرهابياً عنيفاً على صعيد العالم: يبث وينشر ويدعو ويُكرس مفاهيم عالميته الاسلامية الدينية فوق شؤون الوطن ومفاهيمه الوطنية والقومية والثقافية.

فالاسلام هو الوطن.. ولا وطن خارج الاسلام.. ويرون ان الوطن يُشكل حالة دنيوية عابرة لا قيمة ولا أهمية لها عندهم... خلاف الاسلام الذي هو حالة دينية ربانية ثابتة تأخذ إلى جنات الخلود وهذا بشكل عام معالم توجهات ايمانية نجدها عند ابي الأعلى المودودي وحسن البنا وسيد قطب وفي أدبيات وأفكار وتوجهات شيوخ وأئمة وزعماء الاخوان المسلمين والاسلام السياسي بشكل عام.. ويوم رجع آية الله الخميني من المنفى صرح وهو على أرض مطار طهران قائلاً: الاسلام هو الوطن.. وقد تراجع رجعة «جهادية» في تصدير الثورة الاسلامية من المحلية الإيرانية إلى العالمية.. ان كل الاسلام السياسي في عالميته الاسلامية لا في وطنيته.. لانه لا وطن عنده ولا دفء لديه.. فالدفء دف الأديان وليس دفء الأوطان ومعلوم ان جهادية الاسلام السياسي هي جهادية اسلام لا جهادية وطن.. ولا قومية ولا أمة ولا ثقافة ولا نشاطاً فكرياً وأدبياً من أجل النهوض بالوطن وكرامة المواطن والمواطنة في الدنيا.. ان ايدلوجية جماعة الاخوان المسلمين والاسلام السياسي بشكل عام ايدلوجية غادرة مخادعة مساوفة متلونة في الافتراء على سماحة الدين وطهارة قيمه الانسانية وفي تغييب الوعي الوطني وحرف مساراته الوطنية وتمزيق وحدة الشعب وإثارة نعراته المذهبية والطائفية وتفعيل الفتن السياسية في صفوفه.. الأمر الذي يجد ترحيباً وتأييداً وتشجيعاً من الاستعمار والصهيونية في تسهيل مهماتهما وتوجهاتهما في السيطرة ونهب ثروات الوطن (!).

ان إدارة الظهر للوطن وامتهان وتهميش قيمة الوطنية.. ورفع راية الاسلام نفاقاً ورياء واستغلالاً والعمل على تغييب وترحيل الوعي الوطني لدى جماهير الشعب وشرائحه الطبقية ما يُضعف الدولة الوطنية ويشل مؤسساتها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية ويُفكك التلاحم الوطني بين صفوف ابنائها.. وهو ما يلائم اهواء الاستعمار والصهيونية. وما يحقق اطماعهما واهدافهما في دول دينية اسلامية لا تقيم وزناً لسيادة الوطن والوطنية بقدر ما تقيم وزناً للدين السياسي وتسييد اسلاموية الاسلام السياسي على مقدراته!!.

لقد لعب الاسلام السياسي لتنظيم الاخوان المسلمين دوراً تراكمياً اسلاموياً في الإرهاب والتكفير وهدر دماء الابرياء.. وفي علاقات مشبوهة مع الاستعمار والصهيونية وفي اقامة احلاف مشبوهة مروراً بحكم جمال عبدالناصر والسادات وحسني مبارك وعلى مدار 85 عاماً إلى حكمهم مصر عبر صندوق الاقتراع برئاسة محمد مرسي الذي لم يتمم عامه الا وتناهضت ضده الانسانية المصرية عن بكرة أبيها في حركة (تمرد) وفي مظاهرات واعتصامات وطنية تاريخية مما أثار الغيرة الوطنية لدى الجيش المصري وقواته المسلحة في التجاوب مع انتفاضة الشعب المصري حقناً للدماء وضد تآمر وغدر الاخوان المسلمين في الأخذ بالوطن المصري والوطنية في متاهات قيادة عالمية اسلامية اخوانية لا وطنية وارتباطاتها المشبوهة في مسخ الوطن والوطنية المصرية الخالدين في التاريخ!!.

وكما ان مصر انجبت هذا المولود الاسلاموي المشوه وطنياً والضال والمضلل على أرضها.. فإنها هي المؤهلة وحدها وجيشها الوطني الباسل بوأده وإلى الأبد من الوجود السياسي ليس في مصر وانما في الدول العربية قاطبة (!).