سليمان العيدي

العالم سيتجه بأنظاره إلى ما يحمله ولي العهد صاحب النظرة الجادة والرؤية الواضحة والإرادة الطموحة تجاه أي عمل يتجه إليه

في توقيت الزيارة تبرز ملامح الأهمية القصوى من تحرك سمو ولي العهد في رحلة مكوكية لثلاث قارات كل دولة تحتل مكانة مرموقة في هذه القارة، فاختيار أرض الكنانة ليبدأ منها الأمير محمد بن سلمان بعد ولاية العهد فيها عدة مرتكزات إقليمية وعالمية، وقبلها ثُنائية العلاقة بين الشقيقتين في أكبر دولتين بآسيا وإفريقيا، وهو ما رمز إلى أن يحل ولي العهد في بلده الثاني مصر العراقة والحضارة والعمق الإستراتيجي وذي التأثير الاقتصادي في شريان الاقتصاد العالمي قناة السويس التي عمل القائد والرئيس السيسي على أن يجابه الاقتصاد العالمي بتقديم أكبر مشروع تنموي تفخر به الأمة العربية، وهو الشراكة مع الشقيقة السعودية التي اعتبرها الإعلامان المصري والعالمي نقطة تحول في مرحلة 2020 إلى 2030 التي تحمل بصمات رؤية السعودية التي أطلقها مهندس الرؤية عندما تقوم مشاريع نيوم وسيناء وجسر سلمان وربط القارات ببعضها، وتعمل قناة السويس في أعلى طاقة لها هنا يتكامل الاقتصاد السعودي والمصري باستثمارات سعودية مصرية باركها الرئيس السيسي وولي العهد خلال تفقدهما عدة مشاريع. 
إن زيارة سمو ولي العهد إلى مصر الكنانة تعد أهم زيارة يقوم بها ولي العهد بعد الزيارة التاريخية للملك سلمان التي وثق فيها وعمق من خلالها العلاقات السعودية المصرية التي تجذرت على مر التاريخ السعودي منذ عهد الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- وحتى هذه اللحظة التي شارك فيها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان شعب مصر فرحتهم وتجول معهم في عدة مشاريع عملاقة في سيناء والإسماعيلية والقاهرة، وبعدها جاءت زيارة المحطة الرئيسية في قارة أوروبا، وهي بريطانيا التي كانت وستظل أحد مرتكزات الحضارة الأوروبية رغم خروجها من الاتحاد الأوروبي، ولهذا جاءت لتوثق وتعمق الشريك الأهم وهي بريطانيا التي جعلها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان نقطة انطلاقه لفتح عدة ملفات تحمل أهم القضايا في الشرق الأوسط، وفي مقدمتها سورية وإيران وقضية فلسطين، والقضاء على داعش، ونقل تجربة السعودية الناجحة للقضاء على الإرهاب وفتح المجالات الاقتصادية والتنموية التي ينظر إليها الأوربيون على أنها أولوية بالنسبة للعلاقة مع السعودية، نظراً لما تمثله من قوة اقتصادية هامة على مستوى العالم، ولهذا فتحت بريطانيا عبر عدة لقاءات ثنائية واتفاقيات متنوعة تعود بالنفع على الشعبين الصديقين، ثم إن بريطانيا إحدى دول المجموعة الموقعة على الاتفاق النووي الذي بدوره سيكون محل مراجعة لكون إيران غير جادة في تنفيذ شروط الاتفاق بسبب خروقاتها في الصواريخ البالستية دون مراعاة للقانون الدولي وبنود الاتفاق. 
ستظل بريطانيا عاملاً مؤثراً في شراكتها مع المملكة في تحقيق التوازن الاقتصادي والعلمي والمعرفي عبر ما وُقّع من اتفاقيات ونتائج لهذه الزيارة التاريخية، وتبقى زيارة الدولة الأهم ضمن الجولة المكوكية لسيدي ولي العهد، وهو أن العالم سيتجه بأنظاره إلى ما يحمله ولي العهد صاحب النظرة الجادة والرؤية الواضحة والإرادة الطموحة تجاه أي عمل يتجه إليه سمو الأمير محمد بن سلمان، إنها زيارة البيت الأبيض وترسيخ مفهوم العلاقة والشراكة المستمرة على مختلف الصُعد الاقتصادية والعلمية والعسكرية ومكافحة التطرف والإرهاب والعمل بجدية على تحقيق الأمن والسلام الدوليين في ربوع العالم وليس في منطقة الشرق الأوسط، وفق الله سمو الأمير في جولاته وحواراته وخططه وصولاً إلى رفاهية الوطن والمواطن بإذن الله.