مشاري الذايدي
ليس مهماً قيمة العقد الهائل الذي نشر خبره بين الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، مع الشركة السريعة الانتشار، نتفليكس (Netflix) الأميركية.
صحيح أن المبلغ فلكي. نصف مليار جنيه إسترليني. نعم جنيه إسترليني! لكن بتقديري الأهم هو محتوى كلام أوباما.
هذه شركة تجارية ناجحة، تهيمن على فضاء المشاهدة، خاصة لجيل الشباب، الذي ما عاد كثير منهم يتبع الطريقة المعتادة في الفرجة التلفزيونية، شخص جالس على أريكته، أمام الشاشة، يقلب القنوات، حتى لو كانت الشاشة ذكية، يتوفر له القدرة على تخزين واستعادة ما فاته.
تجربة الفرجة من خلال «نتفليكس»، تجربة ثورية، فهو، أي المشاهد، يصمم مكتبته التلفزيونية، تضاعف الأمر مع الدخول القوي لـ«نتفليكس» على الإنتاج، حيث وصل عدد إنتاج الساعات التي تنفق عليها «نتفليكس» أكثر من ألف ساعة.
بالعودة للرئيس السابق أوباما، فهو من عشاق السوشيال ميديا. قدّم نفسه أثناء حملته الرئاسية الأولى بوصفه الرئيس «الكول» المستخدم لوسائط الاتصال الحديث، وقتها كان البلاكبيري.
لدى «نتفليكس» عشرات الملايين، تزيد باستمرار، وهي شركة ترفيهية أميركية أسسها ريد هاستنغز، ومارك راندولف عام 1997.
ما هو المحتوى أو العرض الذي سيقدمه أوباما وزوجته ميشيل، لجمهرة المتفرجين على منصة «نتفليكس»؟ فكما سبق، ذاك هو الأهمّ.
صحيفة «نيويورك تايمز» ذكرت أن من أفكار البرامج المقترحة أن يدير أوباما «مناظرات» حول قضايا مثل الرعاية الصحية، والتغير المناخي والهجرة، وجميعها قضايا طغت على السنوات الثماني التي قضاها في البيت الأبيض. حسب الصحيفة الأميركية الليبرالية، وأتباعه يقولون إنه سيقدم عروضاً «ملهمة» للنجاح.
كما أن ما سيقال بـ«الشو» الأوبامي لن يكون بعيداً عن هذا الخبر الذي سبق نشره بـ«رويترز»، وهو أن أوباما كشف النقاب عن تصميمه مركزاً رئاسياً باسمه في «شيكاغو» يأمل أن يصبح موقعاً «لتدريب» الأجيال القادمة من القادة.
كيف يتصور أوباما القيادة؟ ما هي مواصفات القيادة السياسية وأفكارها، خاصة بالعالم الثالث، عالمنا العربي منه، لدى باراك بن حسين أوباما؟ باراك الربيع العربي... باراك الاتفاق الكبير الغامض مع إيران الخمينية؟
من هنا فإن هذا التطور الجديد في مظاهر حضور الخطاب الأوبامي الضارّ بنا يجدر التأمل فيه، والتفاعل معه، والتنقيب عن سبل تجاوزه وإضعافه.
لا نحتاج تكرار القول عن: لماذا نحن ضد مجمل سياسات أوباما التي انصبّت على منطقتنا، خلال فترتي رئاسته؟ الشواهد ساطعة عن بركات باراك أوباما.
يظل السؤال الأهم، هل هناك من «يرفّه» عن متفرجي «نتفليكس»، غير المرفّه أوباما؟
أين مظاهر الحضور «النتفليكسي» والسينمائي والدرامي والترفيهي، المغاير لهذا الحضور؟
تلك هي المسألة.
التعليقات