علي أحمد البغلي

 الصديق العزيز والقارئ اللماح والدبلوماسي القدوة سليمان ماجد الشاهين، حفظه الله، التلميذ النجيب لشيخ شيوخ الدبلوماسية العربية والعالمية المعاصرة سمو أمير الإنسانية الشيخ صباح الأحمد حفظه الله ورعاه، تدور بيني وبين أبي عمار اتصالات متقطعة ـ غالباً على مقالات كتبتها أو مواضيع مطروحة في المجتمع.. في آخر اتصال له بي الأسبوع الماضي لفت انتباهي إلى ظاهرة لطيفة غير مسبوقة!

والظاهرة تتلخص في أن جهاتنا الرسمية، مثل الديوان الأميري ووزارتي الخارجية والإعلام، قررت تبني اللغة الفرنسية مؤخراً؟! وقد اتضح ذلك وبجلاء عند زيارة الرئيس الحسن أوتاراAlassane Ouattara رئيس جمهورية ساحل العاج، التي تم ذكرها بالبيانات الرسمية والإعلامية باللفظة الفرنسية Côte d’Ivoire! لكنها كتبت أو عربت بكتابتها باللغة العربية «كوت ديفوار»! فضحكت سراً وعلناً عند تمعني بذلك التصرف الكويتي الرسمي، الذي يحدث لأول مرة! صحيح أن البلد الأفريقي اكتشفه، ثم استعمره الفرنسيون، وأطلقوا عليه ذلك الاسم لكثرة «العاج»، الذي يؤخذ من الفيلة الأفريقية المقتولة في ذلك البلد في ذلك الزمن.
وسبب آخر لاستغرابي وتعجبي ان الانكليز والأميركان وكل الناطقين بالانكليزية لم يحتذوا حذو مسؤولينا «الفرانكوفونيين»، أي الأجانب الناطقين والمتكلمين بالفرنسية، فعند جماعة «بوناجي» و«أبو ايفانكا»، ومن لف لفهم، ذلك البلد في لغتهم يسمى Ivory Coast أي «ساحل العاج»…
****
وبهذه المناسبة، نرجو من اخواننا الرسميين الانتباه في المستقبل لمثل تلك التسمية، فحتى لو كتب اسم تلك الدولة بالعربي، لكن لمن لا يعرف الفرنسية لن يعرف أي بلد هو المقصود، لأنه لا يفقه وليس المطلوب منه أن يفقه أو يترجم ان Côte تعني ساحل وIvoir تعني العاج؟! اكتب هذا الكلام، وأنا عضو نشط بمجموعة الفرانكفونيه الكويتية، لأن غالبية الشعب الكويتي لا يتكلم ولا يفقه باللغة الفرنسية إلا «بونجور» و«بونسوار»، أي «صباح» و«مساء الخير»، وليس من المطلوب منهم أن يتكلموا هذه اللغة أو غيرها إلا وفق إرادتهم وحاجتهم.
فيا اخواننا موظفي حكومتنا الرشيدة الكرام خفوا علينا لغات أجنبية، فنحن عرب ونفخر بذلك!
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.