&المنجي السعيداني

كشفت التحريات الأمنية التي أجرتها وحدات مكافحة الإرهاب في تونس مع الإرهابي التونسي رائد التواتي، الذي أُلقي عليه القبض في الأول من مايو (أيار) الحالي، عن تفجر صراعات داخلية قوية بين العناصر الإرهابية المنتمية إلى تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب» وتمثلهم كتيبة «عقبة بن نافع» الإرهابية، والعناصر المبايعة لتنظيم «داعش» الإرهابية ممثلاً في خلية «جند الخلافة». وأكدت مصادر أمنية تونسية أن سبب الخلاف يعود إلى انشقاق عدد من الإرهابيين المنتمين إلى تنظيم «القاعدة» والتحاقهم بـ«جند الخلافة» المنضوية تحت تنظيم «داعش» الإرهابي الذي يمتد نفوذه على المناطق الحدودية بولايات (محافظات) القصرين وقفصة وسيدي بوزيد. وتقدر مصادر أمنية تونسية عدد العناصر الإرهابية المنتمية لكلا التنظيمين بنحو 300 عنصر على أقصى تقدير موزعين على خمس ولايات - محافظات - غرب البلاد، وهم من أخطر العناصر الإرهابية. وأشارت المصادر ذاتها إلى استغلال «تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي» للضربات الأمنية الناجحة التي استهدفت العناصر الإرهابية التابعة لتنظيم «داعش» الإرهابي في استقطاب المزيد من العناصر لإرهابية والتمدد في المناطق الجبلية التي عُرفت بوجود تلك العناصر وتحصنها فيها.


وكانت المؤسسة العسكرية التونسية قد نجحت في الخامس من مايو الحالي في قتل ثلاثة عناصر إرهابية خطيرة، وقالت وزارة الداخلية التونسية إنهم ينتمون إلى تنظيم «داعش» الإرهابي في منطقة سيدي بوزيد (وسط تونس). كما كشفت وزارة الداخلية عن هويتهم، وهم: حاتم بن العيد البسدوري (40 عاماً)، ومحمد بن إبراهيم البسدوري (35 عاماً)، ومنتصر بن خريف الغزلاني (31 عاماً). يُذكر أن سنة 2014 شهدت انشقاق قيادات إرهابية عن «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»، خصوصاً من كتيبة «عقبة بن نافع» الإرهابية وأسست خلال السنة ذاتها كتيبة «جند الخلافة» التي تنشط حاليا في جبلي المغيلة (وسط غربي تونس). وشهدت تلك المناطق أخطر العمليات الإرهابية خلال سنتي 2014 و2015، وتميل العناصر المنتمية إلى خلية جند الخلافة المبايعة لتنظيم «داعش» الإرهابي إلى تنفيذ أعمال إرهابية صادمة على غرار ذبح مجموعة من الرعاة والتخطيط لأعمال إرهابية وُصفت بـ«الاستعراضية» هدفها الإيقاع بأكبر عدد ممكن من الضحايا. ويعتمد تنظيم «داعش» الإرهابي كذلك على مجموعة من الخلايا الإرهابية النائم، وكذلك على استقطاب ما يُعرف بـ«الذئاب المنفردة» لتنفيذ أعمال إرهابية في ظل التضييقات والملاحقات الأمنية الكثيفة التي تشنها المؤسستان الأمنية والعسكرية في تونس