& &شاهر النهاري

&كانت لقطر قناة إعلامية جريئة في طرحها المتمرد، وتبشيرها بوعي أفضل لمتابعيها. وخلال ثورات الخريف العربي، تكشفت نواياها وأطماعها لكثير من متابعيها، بتهييج الشارع، والسعي في خلق الفوضى والخراب، وبعد عزل قطر من قبل دول المقاطعة العربية، أحبطت جميع مخططاتها الإرهابية، فاضطرت إلى الاحتيال على ذلك بتبني قنوات وصحف وأبواق خارجية، فلعلها تستدير على العزلة والتهميش، وتبقي على نهجها الخبيث سائدا.

واستمرت تفبرك كل سوء ضد السعودية وأصدقائها، وتدعم الخونة والمعارضين والإرهابيين والمطبعين، وتزيد من سوء الأحداث، وتستثير الفوضى بقوة الأموال السائبة، وخبث الألسن المرتزقة، وحينها انبرى وعي الشعب السعودي كعادته في مواجهة الزيف، فغنى لها:

لا تكذبي..

إنى رأيتكما معا

ودعي البكاء.. فقد كرهت الأدمعا

ما أهون الدمع الجسور إذا جرى

من عين خائنة فأنكر وادعى!

الشعب السعودي جبار، تمكن بفراسته ومداركه وثقافته وقوته من جر رموز هذه القنوات المحترفة، المدعية للنزاهة والمصداقية والأهمية، إلى مزالق السوشيال ميديا. كل فرد سعودي أصبح قناة بذاته، يراقب ما تنتجه تلك القنوات من زور وخيانات، ويبادر بتحديد الخلل أولا بأول، وتفنيد النوايا، ونشر الحقائق المغيبة، وفضح مسار ذلك الإعلام المعووج مجددا، وكشفت سوءاته، وإحباط خططه الخبيثة، وتهميش ادعاءاته الكاذبة بالمعرفة والحرص والوطنية والإخلاص.. كل شاب أو شابة سعودية، أصبح قناة ردع مضادة لتلك القنوات الإعلامية القطرية الأجيرة، بل إن بعضهم تفوق عليها جميعا بيقينه، ووطنيته، ومنطقه.

جميع من كانوا يعملون في صروح القنوات القطرية أصبحوا من رواد مشاهير السوشيال ميديا يغردون، ويكذبون، ويعرضون بضائعهم الرديئة، ويخطئون، ثم يمسحون لترقيع شقوق وفجوات إعلام قطر المفضوح، الذي أصبح مجرد مواقع ميديا رخيصة، يسعد السعودي بدخولها لـ"يطقطق" على أصحابها، ويُلطشهم، ويشكمهم، ويكشف خططهم، وفبركاتهم، ويفضح سوء نواياهم بشكل مسلٍّ، زلزل صروح تلك القنوات، وجعلها تتهاوى تحت الأقدام، مهما سارع رموزها بالردود الزائفة، وبالكتابة ثم الشطب، وادعاء قيمة مكذوبة، فلم يعد يصدقهم إلا خفاف العقول، أو ذوو الأحقاد على السعودية وأصدقائها، من يحسدونها على مستقبل الرخاء والتنمية والسلام.

اليوم عندما يسمع أي متابع قناة الجزيرة أو يرى أي كذبة تصدر عنها، أو عن أبنائها غير الشرعيين، يخرج لسانه، ويعرض، ويبحث عن مصدر آخر موثوق، فهو يعلم أن إعلامها مسيس مكشوف السوأة، لا يحمل سوى التشكيك والخيانة، ولا يجوز عليه إلا الطقطقة، والترقيص، والتنقيص، والتسحيب.

كم نحن فخورون بك أيها الشعب السعودي العظيم، يا من تعرف كيف تسلط الأضواء على كل جحر حية رقطاء، وتجعلها تنكمش، وتبتلع سُمها، بينما تداعب أنت أنيابها بكشاف الوعي، وعصا الحذر، وقفاز اليقين، ونفسية الواثق القوي الأمين.