&خالد أحمد الطراح

نشرت في عام 2017، مقالات عن الشماتة السياسية، رداً على مقالات خلال تلك الفترة، التي ركزت حينها على الأخ الفاضل النائب السابق مسلم البراك وغيره من نواب سابقين أيضاً والأحكام الصادرة ضدهم في قضية ما يعرف بدخول مجلس الأمة وقرارهم العيش في منفى اختياري. من بين هؤلاء أيضاً الأخ الفاضل الدكتور فيصل المسلم وعدد أكبر من الشباب الذين يعيشون في مختلف بقاع العالم، بترتيب من منظمة العفو الدولية ومساعدة مجاميع من الشعب الكويتي انسجاماً مع قناعتهم ووقوفهم مع هؤلاء الشباب على وجه التحديد بشتى الطرق والأساليب، وهذا لا يعني عدم احترام الأحكام القضائية، وإنما هو في الواقع سلوك إنساني في الوقوف بجانب البعض في محن الحياة وما أكثرها. عاد البعض من المنفى الاختياري كالنائب السابق د. وليد الطبطبائي، الذي حضر دفان وعزاء والدته أخيراً، بناء على لفتة إنسانية كريمة من صاحب السمو الأمير - حفظه الله - تجاه مواطن وظرف اجتماعي استثنائي، محل عرفان وتقدير من جميع أطياف الشعب الكويتي.

مقابل هذه اللفتة الكريمة، هناك من نشر رأياً معبراً عن الامتنان والفخر بالموقف الإنساني لصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الصباح، وهناك من طغى عليه الفجور وسواد القلب وفقدان البصيرة والحكمة بتسطير شماتة إعلامية مباشرة وغير مباشرة بقرار البعض العودة إلى بلدهم وتنفيذ حكم السجن فضلاً عن التجريح الشخصاني! سطر بعض هؤلاء المرضى وكُتّاب التفاهة مفردات يخجل منها اللسان، وتزمجر أمامها الأقلام؛ فالشماتة من أسهل الأساليب في الكتابة وكذلك الردح بين سطور شيطانية، وهو دليل على انعدام العامل الأخلاقي لدى هؤلاء، لكنها فرصة لي ولغيري لمعرفة حجم الفجور في الخصومة وفقدان توازن من اعتقدنا يوماً أنهم أصحاب مواقف وطنية ومبدئية! امتنع متعمداً عن تحديد أسماء هؤلاء؛ فغايتي ليست في استعراض تاريخ انتهازي لهم، بدءاً من صعودهم وغنائهم على حساب المال العام وجسد العمل الوطني، بقدر مخاطبة ناشري الصحف وأصحاب الحسابات الإلكترونية والمواقع الإخبارية بممارسة الرقابة الذاتية والارتقاء بلغة الحوار حتى لا تسود شراسة الخصومة والشماتة الاجتماعية، من أجل التكسب الإعلامي أمام بعض مرضى العقول والضمائر، وقطع الطريق أمام انتشار سموم بشرية! كنت أتمنى أن ترتقي أخلاق هؤلاء الشامتين إلى مستوى حكمة صاحب السمو الأمير، ولكن شتان بين التمني والواقع! لن ننجرف وراء هيجان كُتّاب الشماتة والفجور الإعلامي حتى لا ننزلق نحو مستويات ليست من شيم وأخلاق الشعب الكويتي والعالم المتحضر، وندعو العلي القدير أن يشمل العفو الأميري الباقين من إخوتنا وأبنائنا؛ حتى تعود اللحمة الكويتية، كما عرفها التاريخ قبل مرحلة إبادة الأخلاق والحكمة من هؤلاء الكُتّاب! أناشد الضمائر الحية الوقوف صفاً واحداً ضد من استهوى الفجور الإعلامي وتسميم المجتمع. «ينحني الحكيم أمام الظروف، كما تنحني السنابل أمام الريح».
&