&&موزة العبار

&دولة الإمارات العربية المتحدة، التي أسسها القائدان المؤسسان الوالدان المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وأخوه الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراهما، على نهج التسامح والمحبة، سارت على هذا النهج القويم، فكان لها دورها الرائد في ترسيخ قيم التسامح والتعايش على المستوى الوطني والإقليمي والدولي، ولتلك الأهمية وذاك المنطلق أصبحت دولة الإمارات مركزاً ومنارة مضيئة لمبادرات قيم التسامح والأخوة والتعايش السلمي بين كل الشعوب بمختلف أديانها وطوائفها بتطبيقها مبادئ الأخوة والتسامح على المستوى المحلي، وبإقامة دور العبادة من المساجد والكنائس ونشر حرية العبادة والاعتقاد بشكل متجانس ومتناغم ومتمازج بالود والتسامح والسلام بين أكثر من 200 جنسية مختلفة متعايشة على أرضها، مع إنشاء «وزارة للتسامح» لتعزيز تلك القيم الإنسانية النبيلة، ووزارة أخرى للسعادة، بهدف بث السرور والفرح في نفوس الناس، رغبة منها بإرسال رسالة عالمية مفادها تعريف العالم بمبادراتها العالمية المبتكرة في التسامح النابع من قيمها الإنسانية السامية.

أنشئت وزارة التسامح لتدعيم أسسه في المجتمع الإماراتي مستندة إلى الدين الإسلامي والدستور الإماراتي والعادات والتقاليد الموروثة عن الآباء المؤسسين.. ويقول معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح، في حوار «للبيان»: إن رسالة وزارة التسامح في الإمارات تتلخص في تنمية روح الاحترام المتبادل والتعايش السلمي والفهم الإيجابي بين جميع سكان الدولة، أياً كانت ثقافاتهم أو معتقداتهم، حيث يدور عمل الوزارة ضمن أربعة مجالات، هي: «التوعية المجتمعية» من خلال برامج يتمّ توجيهها إلى جميع فئات السكان من الأطفال وطلبة المدارس والجامعات والموظفين في كل المؤسسات، والجمهور العام.

لقد انطلقت من دولة الإمارات منذ أشهر قليلة «القمة العالمية للتسامح»، التي نظمها المعهد الدولي للتسامح التابع لمؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، تحت شعار «تحقيق المنفعة الكاملة من التنوع والتعددية مجال حيوي للابتكار والعمل المشترك».

ومما لا شك فيه أن وجود قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، على أرض دولة الإمارات مجتمعين سوياً، ومنحهما «جائزة الأخوة الإنسانية» إنما يؤكد حرص دولة الإمارات على نشر ثقافة السلام والمحبة بين دول العالم، وحث الناس في كل مكان على الالتزام بالقيم الإنسانية النبيلة التي لا تأتي إلا بثمار النجاح والتقدم. ودولة الإمارات خير مثال على ذلك.

ومما لا يدعُ مجالاً للشك، أيضاً، أن المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية الذي نظمه مجلس حكماء المسلمين في العاصمة أبوظبي عاصمة المحبة والتسامح والسلام برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الذي قام بإطلاق «وثيقة الأخوة الإنسانية» ما هو إلا ثمرة الجهود الأخلاقية الإنسانية التي تبذلها دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وإخوانه أصحاب السمو الشيوخ حكام الإمارات، لتصحيح المفاهيم المغلوطة.

والهدف هو نبذ التطرف الديني والفكري والعرقي وترسيخ مبدأ التعايش السلمي القائم على التسامح والمحبة والتعاون البناء المشترك من أجل قبول الآخر لأجل تعاون إنساني شامل، هدفه سلام وكرامة وإنسانية البشرية وإسعادها.. ومن هذا المنطلق كشفت دائرة القضاء - أبوظبي عن إنجاز مكتب تسجيل وصايا وتركات غير المسلمين بدائرة القضاء في أبوظبي، 1668 وصية لـ 64 جنسية منذ بداية إنشائه في شهر أغسطس 2017 وحتى نهاية أكتوبر الماضي 2019، خلال فعاليات معرض «القضاء والتسامح»، الذي نظمته الدائرة تحت شعار «على نهج زايد» مؤخراً.

وأوضحت الدائرة أن مكتب تسجيل وصايا وتركات غير المسلمين حقق نجاحاً كبيراً منذ إنشائه، وفق قرار سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، رئيس دائرة القضاء، ونجح في تحقيق أهدافه المنشودة بتسجيل الوصايا لغير المسلمين عبر الطريقة التي تناسبهم في كتابة الوصية، وذلك في إطار جهود الدائرة نحو إنشاء بنية تحتية مؤسساتية، تكرس قيم التسامح وقبول الآخر، وتتوافق مع البنية التشريعية في القانون الإماراتي، والثقافة المجتمعية، التي تميز بها شعب دولة الإمارات.

إنشاء مكتب تسجيل وصايا غير المسلمين جاء ضمن جهود تعزيز المكانة التنافسية لإمارة أبوظبي، من خلال ترسيخ مكانتها عالمياً وجهة مثالية للإقامة والعمل لكل الجنسيات والأديان، إضافة إلى دعم تدفق رؤوس الأموال والاستثمارات الأجنبية، بما يعود بالنفع على اقتصاد الإمارة، ولا سيما في القطاع العقاري والأصول الثابتة المملوكة، الأمر الذي يرفع درجة الحماية القانونية لأصول غير المسلمين المملوكة في أبوظبي، عبر منح الوافد غير المسلم اختيار الطريقة التي تناسبه في كتابة وصيته، في ما يخص التصرف بممتلكاته المتروكة بعد الوفاة، والسماح بتحويل أصوله، بما يتفق مع رغباته التي أوصى بها.

إن قيم التسامح في المجتمع الإماراتي ليست حديثة العهد، وإنما هي قيم متأصلة في سلوك ومنهاج الشخصية الإماراتية التي رسخها وأرسى جذورها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في شعبه وأبنائه لتصبح واقعاً معيشاً يشعر به كل من يتعايش على أرض إمارات الخير والتسامح والعطاء.. رحم الله حكيم العرب «زايد»، وطيب ثراه.

&