خالد أحمد الطراح&&

& كسرت فتاة سعودية الحواجز الاجتماعية والمهنية ليس في بلدها، وإنما في أحد الفنادق الباريسية كموظفة استقبال تحمل شهادة ماجستير في «الضيافة» من سويسرا، بعد مسيرة علمية تنقلت خلالها بين بريطانيا وأميركا، وحصولها على شهادة في فنون الطهي. الفتاة السعودية هي دلال الحمراني، التي أصبحت خبراً جاذباً لوسائل الإعلام المختلفة، نتيجة تمكنها من كسر مفاهيم تقليدية سيطرت على المجتمع الخليجي على مختلف المستويات، وخصوصاً بالشقيقة الكبرى السعودية، التي باتت اليوم دولة حاضنة لانفتاح عالمي، تفوقت فيه على موطن الديموقراطية، الكويت! الانفتاح السعودي دخل مجالات متنوعة، كالرياضة والتعليم والترفيه، وهو ما قلّص الدور المهيمن لعقود من الزمن لرجالات الدين التابعين لهيئة «النهي عن المنكر والأمر بالمعروف».

لا شك ان هذا التغيير أثر في مفاهيم اجتماعية تقليدية في المجتمع السعودي، وجعل الكثير من الأسر تدفع، بل تتبنى، الانفتاح بصوت غير معتاد، وهو بالتأكيد ما فتح آفاق التفكير لنساء سعوديات للعمل خارج المحيط الإسلامي والعربي، كما عملت دلال الحمراني وربما غيرها كثر. في أبريل 2006، نشرت فتاة سعودية مقالاً في صحيفة «الجزيرة» السعودية الإلكترونية، تدعى الشيهانة بنت صالح العزاز، بعنوان «شكراً أيتها النبيلة»، حيث روت عن جوانب رحلتها العلمية في عاصمة الثقافة، باريس، لتعلم اللغة الفرنسية «كأهم مفتاح للقانون»، حتى حصولها على الشهادة الجامعية، لينتهي المطاف عند تحقيق حلمها بممارسة المحاماة، مما أهلها لتكون إحدى الفائزات في 17 اكتوبر 2019 بجائزة International financial law review.

ركزت في مقالها على موضوع مهم للغاية، وهو المناهج السعودية وضرورة تطويرها وتغييرها بما يتناسب مع متطلبات الحاضر والمستقبل، بعيداً عن أسلوب التلقين لنصوص غمرها زمن العلوم الحديثة والتقدم. في هذا السياق، أبرزت الكاتبة السعودية ما سطره الأخ والصديق العزيز عبدالرحمن الراشد، الإعلامي السعودي المخضرم، ضمن مقال له في «الشرق الاوسط» في 16 ابريل 2006 عن التعليم. تساءل عبدالرحمن عن سبب «منع تداول كثير من الكتب وطالب برفع الحظر، حيث انه بدا عقيماً في زمن الانترنت»، بينما وجدت المحامية الشيهانة فرصة نشر المقال لتجديد الدعوة لضرورة ان تكون «البداية في المناهج».

بينما كويت الديموقراطية تئن من رقابة غير مبررة في الاعلام والثقافة وثقوب في المناهج التعليمية! نشارك اخوتنا في السعودية فرحة القفز نحو التغيير، ونتمنى لهم تطوراً يوازي ويدعم الانفتاح الحالي، حتى لا يصطدم هذا التطور مع عثرات قد تؤثر في الاهداف، فالتطوير ينبغي ان يكون شاملاً على جميع المستويات. غياب توأمة التغيير والانفتاح مع الإصلاح السياسي والاجتماعي، دفع بالاتحاد السوفيتي الى الانهيار، فقد دشن الزعيم السوفيتي غورباتشوف «البريسترويكا والغلاسنوست»، اي اعادة البناء والعلانية، من دون الاخذ بعين الاعتبار العوامل السياسية ذات العلاقة المحورية بالتغيير المنشود.& &

&