أتقدم بهذا التعليق الساذج على لسان المتنبي:
عيد بأي حال عدت يا عيد؟!
***
تبرعت رئيسة بلدية في الطائف بالسعودية، المهندسة هنوف البقمي، بكليتها لأبيها المصاب بالفشل الكلوي، ونجحت العملية ولله الحمد، وتماثلت مع والدها للشفاء.
وقد تعمدت أن أذكر اسمها لأنها تستحق الإشادة، وهي بعكس رجل ليس له لا «ولد ولا تلد»، وصحته لا تقل عن صحة العير الفسقان، وكانت حياة شقيقته معلّقة على من يتبرع لها بكلية واحدة، وعندما ذهبوا لشقيقها لكي يتأكدوا من ملاءمة كليته لها، ما كان منه إلا أن طرد الدكتور والممرضة رافضاً أن يفحصوه، ناهيك عن مبدأ التبرع لأنه أساساً لا يقبل به.
وبعد شهر أو أكثر توفيت المسكينة – عليها رحمة الله - ومن يومها لم ينزل لي ذلك الرجل من زور، فقاطعته نهائياً، وشطبت رقمه من جوالي، ولولا خوفي من أن يرفع عليّ قضية بحكم التشهير لذكرت اسمه الرباعي.
***
هناك لصوص يستحقون الشكر، والشد على أياديهم، أو حتى بتقبيل خشومهم إذا لزم الأمر، وهم يستحقون ذلك بالفعل، وسوف أستعرض لكم ثلاثة منهم، علّ من كانت لديه نزعة لصوصية أن يقتدي بهم:
الأول: لص أميركي قام بسرقة كاميرا من سيارة، لكنه أعادها بعد أن عرف أن صاحبتها مريضة بالسرطان! وهي تقوم بأخذ صور لنفسها بهذه الكاميرا لأطفالها حتى يتذكروها بعد مماتها.
والثاني: لص في ألمانيا اقتحم بيتاً من أجل سرقته، ليجد بداخله جليسة أطفال أرغمها على السكوت مستخدماً سلاحه، لكنه انسحب من البيت فور رؤيته طفلين في البيت يعرضان عليه ما بداخل حصالتيهما حتى لا يؤذيهما؛ الأمر الذي جعله خجولاً من نفسه وخرج معتذراً.
والثالث: لص قام بسرقة سيارة، لكنه سرعان ما أعادها بعد اكتشافه أن هناك طفلاً بداخلها، فقد عاد بالسيارة إلى المكان الذي سرقها منه ليجد الوالدين مذعورين فوبخهما على ترك طفلهما من دون رقابة ثم هرب!
***
الحقيقة أن مصر منذ القرن التاسع عشر كان لديها نظام، وعرفت ذلك عندما اطلعت على صورة لورقة مرور لـ(جمل) – نعم لجمل - ومؤرخة في عام 1874 - أي قبل 146 سنة - وجاء فيها:
رخصة من ديوان الدائرة البلدية، بمرور الجمل رقم (293) مِلك عبد السميع خضر، ليمر من دون مانع على الدخولية بشوارع المحروسة، من أجل السفر للأقطار الحجازية بداعي الحج.
وفي أسفل الورقة توقيع المسؤول مع ختمه.