تمادى كثيراً إيف لو دريان يوم توجّه إلى حسّان دياب بالقول “لا نرى اي إنجازات في عملكم وما زلتم تدورون في مكانكم وتضيّعون فرص الإنقاذ المتاحة لكم” فانتفض البروفيسور ورد عليه “انا رئيس حكومة لبنان ولا أسمح لك بإعطائي التعليمات في ما يجب القيام به. انا لست سعد الحريري لأنفّذ تعليماتك… بعد ناقص”. وخرج دياب ليعلن في ذاك اليوم “التمّوزي” المجيد أن ضيفه لديه “نقص في المعلومات” عن حجم الإصلاحات التي قامت بها حكومته.

لم يبلع لودريان الـ “بخعة”. نام على “الضيم” أكثر من أربعة أشهر ليعود ويقف على خرابنا معلناً أن “الإنهيار السياسي والإقتصادي في لبنان يشبه غرق السفينة تايتانيك لكن من دون موسيقى. إن لبنان هو تايتانيك من دون الأوركسترا. اللبنانيون في حال إنكار تام وهم يغرقون ولا توجد حتى الموسيقى”، مرة جديدة، يتصدى دياب للودريان مشككاً في الرواية التي استند إليها لودريان ومفادها أن عازف الكمان البريطاني والاس هارتلي استمر بالعزف وفريقه المؤلف من 8 عازفين مقطوعة “إلهي قربني إليك” على متن الـ “تايتانيك”، ناسباً إلى المخرج البريطاني جايمس كاميرون أنه هو من أراد إضفاء لمسة غريبة على مشهد الغرق بتصويره الموسيقيين وهم يعزفون بانسجام كلي، وكأنهم يريدون بموسيقاهم الإنفصال عن الواقع المأسوي في تلك الليلة الجليدية، أو ربما أراد العازفون مواكبة المنتقلين إلى الجنة بنغم جميل”. و”حط” دياب على عين ناظر الخارجية الفرنسي “لديكم نقص بالمعلومات مسيو لودريان. كيف نغرق ولا محيطات ولا بحور عندنا؟ وإن رقصنا، فنحن نرقص ليس على سطح التايتانيك بل في جهنم مسيو لو مينيستر”.

وفي ما يشبه الرد على كلام لودريان، جاء قرار وزير الداخلية محمد فهمي بشأن التدابير التي تسبق الأعياد وتواكبها، متسامحاً مع الموسيقى وحازماً بشأن الرقص. يقول القرار بـ”منع الرقص منعاً باتاً” ولو ارتدى الراقصون ثياب النحالين وروّاد الفضاء. ممنوع ونقطة على السطر. علّل فهمي قراره “لأن اللهاث ( الناجم عن السالسا) يتسبّب برذاذ وتعب ونفس سريع من شأنه نقل العدوى”.

حسناً ماذا لو وضع الـ “دي جي” تيفا، شبيه توفيق الدقن، في سهرة أغنية “إنزل يا جميل عالساحة”، فهل سيظل جميل قاعداً على كرسيه وشعير الويسكي حوافر تدبدب في عروقه؟ وماذا سيحصل للمتباعدين في المطاعم إذا ما توجه إليهم فارس الغناء بأمر عمليات “الليلة بدنا نولّعها”؟ سيقومون ويرقصون كالوحوش كما لو أنهم يرقصون الرقصة الأخيرة قبل فحص الـ PCR الإيجابي. وإن عاد دي جي “تيفا” إلى أغنيات الزمن الجميل مع “هزّي يا نواعم خصرك الحرير”، أي قوة ضاربة ستوقف نواعم متى ربطت الشال على الوركين وهزّت؟