يرى البعض أن الوضع الاقتصادي في تركيا من أكبر التحديات والأزمات التي تواجهها الحكومة، ومؤشر ذلك دعوة رئيس الحركة القومية دولت باهتشيلي الأغنياء لتعليق الخبز في الطرقات لمن يحتاجون إليه، وقد واجهت دعوته انتقادات كبيرة من أحزاب المعارضة في حينه، بينما يرى آخرون أن الأزمة السياسية الداخلية هي الأزمة الكبرى، لدعوة ثانية لباهتشيلي لحل حزب الشعوب الديمقراطي الكردي، ولسن قوانين تعيق دخول أحزاب المعارضة الجديدة في البرلمان قبل الانتخابات المقبلة عام 2023.

ويرى آخرون أن النظام الرئاسي هو الأزمة الكبرى التي تواجه الشعب التركي، وأنه أحد الأسباب الكبرى للأزمات الداخلية المختلفة، وأن الحل هو العودة إلى النظام البرلماني السابق، بينما يرى باهتشيلي أنه سيبذل كل جهده لتثبيت النظام الرئاسي في مشروع تغيير الدستور التي سيُجرى في الأشهر المقبلة.

الأزمات الخارجية جعلت تركيا تشعر بالتوتر في السنوات والأشهر الأخيرة، ومن أكبرها العلاقات مع الاتحاد الأوروبي ومع الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تعترف الرئاسة التركية أن الدعم الأمريكي للأحزاب الكردية الانفصالية شمال سوريا يهدد الأمن القومي التركي، كما يهدده أيضاً الدعم الأمريكي لحركة غولن، المتهمة من قبل الحكومة بتدبير محاولة الانقلاب العسكري في 2016، بينما يرى الطرف الأمريكي أن أزمة الصواريخ الروسية «إس400» على سلم أولوياتها في التعامل معها، إضافة لمطالبتها بإطلاق صراح صلاح الدين ديمرطاش وكافيلا ومعتقلي احتجاجات جامعة البوسفور الأخيرة، بينما ترى بعض أطراف المعارضة أن لا قيمة لهذه التصريحات الأمريكية المعارضة للسياسة التركية.

وهكذا يبدو أن التحالف الذي دخله حزب العدالة والتنمية بزعامة أردوغان مع حزب الحركة القومية قد أثر كثيراً على ظهور الأزمات السياسية الداخلية والخارجية، وكأن باهتشيلي يستغل حاجة أردوغان للتحالف معه بعد الانقلاب الفاشل في فرض أو تمرير سياسات حزب الحركة القومية في السياسة الداخلية والخارجية معاً، بل يستغله في ملء الفراغ الإداري والوظيفي المدني والعسكري ليكون من كوادر حزب الحركة القومية، على حساب كوادر الأحزاب الأخرى، وفي مقدمتها المتهمون بالانتماء لحركة الخدمة التابعة لفتح الله جولن.

قد تكون هذه الأسباب وغيرها هي الدافع وراء بحث الرئيس التركي لتوسيع دائرة تحالفاته مع الأحزاب اليمينية الأخرى، مثل حزب السعادة وحزب الخير وغيرهما، فالخروج من الأزمات الاقتصادية والسياسية الداخلية والخارجية قد تحتاج إلى تحالفات حزبية جديدة تخفف من ضغوط حزب الحركة القومية وزعيمها على حكومة حزب العدالة والتنمية ورئيسها أيضاً.