بينما كنت (أبحبش) - حلوة كلمة أبحبش - في مكتبي وأبحث عن كتاب يتعلق بـ(والت ديزني) ولعب الأطفال، فإذا بيدي تقع على كتاب كان قد أهداني إياه الدكتور المرحوم (غازي القصيبي) عام 2009. وعنوانه (استراحة خميس)، وهو تجميع لمقالات خفيفة.
وبدأ بمقابلة صحافية مختصرة معه - يعني (كلمة ورد غطاها) -، وبما أن المقابلة طويلة سوف أجتزئ قليلاً منها:
س: ما هو أخطر قرار اتخذته في حياتك؟!، ج: الزواج. س: من يضحكك؟!، ج: من جهلت نفسه قدره. س: شخصية نسائية تعجبك؟!، - الطباخة، س: وزير خارجية يعجبك؟!، - وزير خارجية جزر القمر، س: كيف ترى الصحافة العربية؟!، - كما تكونوا تكن صحافتكم، س: هل أنت في منزلك جنرال؟!، - مجرد شاويش، س: لو قابلت شخصاً ينافقك، ماذا ستفعل؟!، - أنافقه، س: كيف ترى الوضع العربي الآن؟!، - كما تراه أنت، من سيئ إلى أسوأ، س: ماذا ينقصك؟!، - أن أنقص وزني قرابة 30 كيلوغراماً.
وفي باب آخر أورد عدة أبيات من الشعر أعجبته هو وأعجبتني، أختار منها ما قاله (ابن الرومي):
أرى ماءً، وبي عطش شديد - ولكن لا سبيل إلى الورود
أما يكفيك أنك تملكيني - وأن الناس كلهم عبيدي؟!
وأنك لو قطعتِ يدي ورجلي- لقلت من الهوى: أحسنت! زيدي!!
أو ما قاله (المتنبي):
ما زلت أضحك إبلي كلما نظرت - إلى من اختضبت لخفاقها بدم
أسيرها بين أصنام أشاهدها - ولا أشاهد فيها عفة الصنم
حتى رجعت وأقلامي قوائل لي - المجد للسيف ليس المجد للقلم!
إلى أن أختمها بقول شاعر حديث هو صاحب (اللافتات)، وأعني به (أحمد مطر)، الذي يقول محذراً الشعراء: لا ترتكب قصيدة عنيفة، لا ترتكب قصيدة عنيفة، طبطب على أعجازها طبطبة خفيفة، إن شئت أن تنشر أشعارك في الصحيفة - انتهى.
الحمد لله أنني لست بشاعر، فمزاجي عموماً لا يحب الطبطبة، وإنما قد يستسيغ نوعاً من الدحلسة أو المحلسة.
ورحم الله أبو (يارا) غازي القصيبي، الذي لم أستفد أنا في حياتي أي فائدة مادية منه غير مكافأتي على هذه المقالة التي أتعبت نفسي فيها كثيراً.
لهذا قررت أن أتبرع بكامل قيمتها التي هي (بالشيء الفلاني) للنساء الأرامل والمطلقات، بل وعلى كل امرأة مكسورة الجناح والخاطر - وذلك بالتساوي.
وهذه الحسنة أوقفتها أو جيرتها على روح الدكتور غازي، لتعرفوا أن بي شيئاً قليلاً من الوفاء والخير.