قرأت قبل عدة أعوام كتابا بديعا عن صناعة المحتوى، وهو أحد الكتب الأكثر مبيعا بحسب قائمة "نيويورك تايمز".
تذكرته خلال نقاش قريب حوله مع أحد الزملاء.
اسم الكتاب: Made To Stick، وترجمته: "أفكار وجدت لتبقى". وهو للأخوين تشيب ودان هيث.
ويتناول كيفية صنع أفكار إعلامية تترك أثرا.
والنموذج الذي استعرضه الكتاب هو المعتمد في شبكة CNN في تدريب الصحافيين الناشئين.
وحرصت على مشاركتكم أبرز محاور الكتاب الستة الرئيسة، وهي ليست ترجمة لما ورد فيه، إنما مستلهمة منه، راجيا أن تجدوا فيها المتعة والفائدة.
وهي كالتالي:
أولا، البساطة: بسط الفكرة إلى أقصى حد، ليستوعبها ويحتفي بها ويرددها ويتداولها الجميع.
الفكرة البسيطة هي التي يفهمها كثيرون، لكن لا يتقنها إلا القليل.
البساطة تكمن في الأبيات التي تحفظها، والأمثال التي ترددها، والعبارات التي تكررها.
بإيجاز، هي التي تنساب إلى داخلك بسلاسة. تسكنك وتؤثث روحك.
ثانيا، الخروج عن المتوقع: ابحث عن الجديد والمبتكر. اصنع مفاجأة في كل مادة تصنعها.
اطرح أسئلة وأجب عنها بدهاء ومكر وذكاء.
عزز نظرية الفجوة الفضولية في منتجك. اجعل المتلقي متعطشا لمعلومة وجائعا لاستكشاف أخرى. يتوق الجمهور لوجبة طازجة وليست بائتة.
ثالثا، الأفكار الملموسة: الصور والأدلة والأرقام أقصر طريق إلى الذاكرة. فبمجرد أن تحقن أي عمل بهذه العناصر بكفاءة، فأنت تمنحه إقامة طويلة في الذاكرة.
رابعا، المصداقية: أي مؤلف ووسيلة يحرص على دقة المعلومة التي يبثها وصحتها، سينال موثوقية عالية تجعله مصدرا ومرجعا. هناك علامات تجارية نثق بها ونحرص على اقتناء منتجاتها، إثر تجربتنا الجيدة معها، كذلك الحال مع الوسائل والأسماء الإعلامية.
هناك منصات رسخت اسمها وعملها. وأخرى ذهبت أدراج الرياح.
خامسا، العاطفة: انتزع اهتمام الجمهور. تحدث عما يشغله ويشعله. خاطب قلبه وجوارحه ومشاعره. كيف تجعل الموضوع مرتبطا به. تحوله من متفرج إلى لاعب. يتبناه ويسوقه ويروجه ويدافع عنه.
سادسا، اغرس القصة: ازرعها في أحشاء نصك، فهي كالبذور. تغرسها جذرا فترتفع جذعا.