القبس: حصد وزير الصحة الدكتور باسل الصباح لقباً صحياً وسياسياً غير مسبوق اجتماعياً في الأوساط الكويتية، فقد بات رائجاً توصيف الوزير بالدكتاتور نتيجة سلسلة من القرارات غير المؤسسية والتعسفية منذ نشوء أزمة كوفيدـــ19.
تمتع الوزير باسل الصباح، قبل قيادة وزارة الصحة بسمعة طبية عالية في تخصصه لا يختلف عليها اثنان، ولكن سرعان ما اختلف كثيرون على ذلك وأنا منهم بسبب طغيان المغامرة بالرأي الفردي والقرار الصحي وأثره الاجتماعي والتعليمي.

جملة من التصرفات غير الحصيفة التي أبصر فيها د.باسل الصباح، من دون أن يدرك بطبيعة الاختلاف بين عالم السياسة وتحدياته عن عالم الطب والصحة، ولعل خير برهان قرارات الإحالة للتحقيق لعدد من الأطباء وبلاغات ضد مغردين وسياسيين.

توالى على وزارة الصحة أطباء ونجح البعض في القيادة السياسية والصحية للوزارة، في حين شهدت الوزارة ذاتها انجازات ملموسة من قبل شخصيات غير طبية، بينما طالت شبهات الفساد وعدم نزاهة وزراء وقياديين سابقين في الوزارة.

بعفوية، ربما، أطلق الوزير باسل الصباح مقولة «استحلفكم بالله البقاء في بيوتكم» مع بدايات جائحة كورونا، ولكن بالتأكيد أن المقولة لم تكن طوق النجاة في مواجهة الجائحة، فأساس المشكلة كانت في تطبيق القانون بصرامة وحزم.

بلا شك أن برتوكولات صحية عالمية ساعدت الكويت على مواجهة كورونا، وهو ليس تصغيرا من شأن خبرات طبية كويتية تفوقت في المواجهة والتشخيص للجائحة صحياً ككل، فلدينا من الانجازات والتضحيات الطبية ما يعزز الفخر فيه كويتياً ودولياً.

لكنني أرجح الاختلاف مع مقولة «استحلفكم بالله» للوزير باسل الصباح بأنها كانت نهجا مساندا علمياً وصحياً، فبلدان العالم المتقدم واجهت الجائحة بالعلوم واليقين الصحي والطبي والعلمي وليس عبر ابواب الكنائس ودور العبادة.

وأقول للوزير باسل الصباح، إن تصريح مستشاره الاعلامي د.عيسى العميري لـ القبس أخيراً يحسب على الوزير شخصياً وليس له، فقد سجل المستشار اخفاقاً جسيماً وتشويها لمدارس الإعلام، حين انبرى بالشهادة غير المهنية للوزير، التي تتسم بالتملق والمبالغة الفجة.

كان ينبغي على الوزير باسل الصباح تدارك مثل هذه التصريحات الواهمة إعلامياً، وإدراك خطر استخفاف مستشاره الاعلامي بعقول البشر والعلوم وقواعد المهنة الإعلامية، ولكن يبدو أن الوزير ربما يقاسم مستشاره الوهم نفسه!

يجب على المستشار (الإعلامي) العميري تعزيز نشوة الانتصار على الجائحة بمقولة الوزير، بالمبادرة بوضع يافطة «استحلفكم بالله» على واجهة مقر وزارة الصحة واسم باسل الصباح تخليدا له حتى لو كان جزءاً من وهم إعلامي هزيل.

خالد أحمد الطراح: أدعو وزير الصحة باسل الصباح إلى مراجعة دقيقة لكل تصريحاته وتضارب أقواله وقراراته، خصوصاً في ما يتعلق بالدفعة الأخيرة للقاح أكسفورد، وتحديد حجم الأخطاء الفادحة إعلامياً وصحياً وتخطيطاً، التي نتج عنها التشكيك في الجرعة الـ2 وإثارة الهلع بين الناس.

أمام الوزير باسل الصباح خياران لا ثالث لهما، اما صعود منصة الاستجواب البرلماني ودفع الثمن الحتمي تاليا، وإما التنحي عن المشهد الوزاري احتراماً للإرادة الشعبية وتقديرا للوضع السياسي والتعليمي والصحي ايضا.

العالم والكويت مازالا في وسط تعقيدات وتحديات جديدة لجائحة كورونا وبحاجة لوزير صحة يعمل ضمن اطار عمل مؤسسي وليس انفراديا وارتجاليا، بمشاركة فرق طبية من داخل الوزارة وخارجها.

خالد أحمد الطراح
Kaltarrah@

https://alqabas.com/article/5853148 :إقرأ المزيد