في سنوات دراستي الجامعية في بيروت في أوائل سبعينات القرن العشرين، قررت مع مجموعة من الزملاء أن يكون لنا طقس يومي، هو الجلوس في أحد مقاهي الرصيف بشارع الحمراء، وذلك تشبها بالكتاب والمشاهير الذين كان لكل منهم مقهى الخاص، فوقع اختيارنا على «مقهى الويمبي» ذي الموقع المتوسط للشارع. في هذا المقهى وقعت عيناي لأول مرة على سمو الأمير بدر بن عبدالمحسن، بطلته الجميلة وهندامه الفاخر، ووجهه البشوش ونظارته الطبية الأنيقة.

ومع يقيني أن سموه لن يرد قادمًا لمصافحته والتعرف إليه، إلا إني تحاشيت ذلك من باب عدم التطفل وحرصًا عدم إفساد خلوته وتأملاته. كان سموه حريصًا، كلما أتى إلى بيروت «قبلة المثقفين والمفكرين والأدباء» آنذاك، أن يتخذ زاوية في المقهى المذكور يتأمل منها وجوه المارة وتصرفاتهم وصرعاتهم، ويكتب في كراسة صغيرة ملاحظاته عما رآه، وكأنه مقدم على وضع لمسات لقصيدة جديدة. وأحيانًا كان سموه يحمل معه كتابًا يقرأه بتعمق مع فنجان من القهوة. تكررت مشاهداتنا للأمير إلى أن حلت نكبة الحرب بلبنان، فهجرناه غصبًا وهجره هو برضاه إلى مكان آخر آمن، لنكتفي بمتابعة أخباره من خلال الصحف.

صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبدالمحسن آل سعود

والأمير بدر، الملقب بـ«مهندس الكلمة»، أشهر من نار على علم، فهو الشاعر الذي حلَّق بقصائده فوق هامات السحب، ورافقت كلماته أجمل الألحان والنغمات، وتغنى بشعره أشهر فناني الخليج والوطن العربي، واخترقت لوحاته الشعرية الرومانسية نفوس العشاق والمحبين والحيارى. ولا غرابة في ذلك لأن الرجل ورث هذه الموهبة من والده وصقلها بالدراسة والتجربة والاطلاع. إذ نشأ سموه في بيت علم وأدب، فوالده الأمير عبدالمحسن بن عبدالعزيز كان شاعرًا محبًا للعلم والأدب، وصاحب مكتبة ضخمة عامرة بأنفس المؤلفات (أهديت من قبل ابنه الأمير سعود إلى مكتبة الحرم المكي الشريف)، ناهيك عن اكتظاظ مجلسه على الدوام بالعلماء والأدباء وكبار المفكرين.

يقول الناقد السعودي إبراهيم الشتوي في كتابه «مسارب ضوء البدر» (دار الفكر العربي /‏ القاهرة /‏ 2012) عن الأمير بدر إنه «من أهم رواد النص الشعري الحديث، وأحد المغامرين، والمغيرين في ملامح القصيدة الشعبية الحديثة». وهذه المسألة يكاد يُجمع عليها النقاد والشعراء الذين كتبوا أو تحدثوا عن تجربة الشاعر وجمالياتها، فتأثيره البليغ في الشعراء والعامة بكلماته ونصوصه وأشعاره الرائعة لا معنى له سوى أنه صاحب موهبة عظيمة وشجاعة في تناول المواضيع وحرصه على ألا يكون مقلدًا بل مجددًا.

الأمير بدر مع الفنان محمد عبده

ويضيف الشتوي:«جاءت نصوصه مشوبة بالشوق ومضمخة بالحنين والشكوى ومضيئة بفوانيس الفكرة المشعة التي تنور شوارع قلوب العشق وتلطف حلم الزمان الآتي بنسمة تثير الواس والأنفاس». وعن خصائص مفرداته الشعرية قال: «عمقها، وجمالها الفني في الجرس والإيقاع، ودلالته على المعنى الرمزي والانفعالي، والترادف والتضاد والإيحاء والخيال، والتي من خلال هذه العوامل، أوصل لنا البدر لغته الشعرية، بأسلوبه وثقافته وفلسفته، التي تؤهله لاختيار مفرداته المناسبة، لرسم الصورة الشعرية، عن طريق الاستعارة والانزياح والتشبيه». ثم توقف الشتيوي عند عنصر اللغة في شعره فقال إن «من العناصر المهمة التي ميزت تجربة البدر الشعرية: شفافة اللغة وسلاستها، تلك اللغة التي تبتعد عن التعقيد والغموض، واستعمال الغريب والشاذ من الألفاظ، وإن أتت -في بعض الأحيان- مباشرة، إلا أن هذه اللغة مكتنزة بالحيوية، والديمومة والاستمرارية.. حيث إنها أتت بالأسلوب السهل الممتنع، إذ يمنحها البدر حياة جديدة، بطاقة حسية وفنية، تتشظى من انفعالات عالمه الشعوري، فتتدفق بألفاظ وتراكيب ندية، رقراقة، براقة». وحول نصوصه كتب قائلاً: «نجد أن البدر استثمر تقنية البناء القصصي في نصوصه، لينمو الحدث، متدرجًا بالفكرة، ومستخدمًا أساليب القصة، من حيث تقنية السرد والحبكة، لتؤسس مع الصورة الشعرية التي عن طريقها يستطيع التقاط صور جزئية غير مترابطة، ليربطها بأسلوبه الفني، عن طريق تقنية المونتاج، لنظفر بصورة كلية. وكأننا أمام فيلم سينمائي، مستفيدًا من تلك الثقافة، التي منحته القدرة على التجديد والتجريب والابتكار، متجاوزًا المنجز الشعري القديم، وكل ما يحمله من تقريرية ومباشرة، من خلال الرؤية الداخلية، والخارجية الذاتية».

الملك سلمان مكرمًا الأميرين خالد الفيصل وبدر عبدالمحسن

وفي السياق نفسه، كتب الشاعر محمد جبر الحربي بجريدة عكاظ (12/‏11/‏2019) قائلاً: «مشى دربه خطوة.. خطوة، حتى بنى بيننا وبينه جسرًا من القصائد العظيمة كأشجار فارعةٍ ثمارُها نائيةٌ دانية.. مرتْ قصائد بدر بن عبدالمحسن كجمال الفصول، كستائر منتقاةٍ بحرصٍ، لا لتحجبَ النور، بل لتوزِّعَه بحكمةٍ داخل البيوتِ والصدور، كما يوزع (موزارت) نغمات البيانو بفرح عبر التاريخ.. إنَّ في كل قصيدة روحا، وفي كل روح نبضا، وفي كل نبض كلمة تسكن القلب وتبقى.. كشلال ضوءٍ يمر على عين طفلٍ.. والتفاتةٍ لنافذة».

أما الكاتب طامي السميري فقد صال وجال وسبح عميقًا في أشعار البدر المغناة من خلال مقال كتبه لجريدة إيلاف الإلكترونية (11/‏11/‏2019)، متوقفا عند التيمات التي تزخر بها قصائده المغناة بأصوات مشاهير الطرب، ومنها أولاً: «تيمة السلام» التي حضرت مع محمد عبده في «يا حابس النور» (سلم علي ينجلي همك)، ثم في «ردي سلامي» (ردي سلامي للهوى /‏ عذب السلام) ومع عبدالمجيد عبدالله في «تخيل» (سلم أبرد السلام)، ومع علي عبدالكريم في «سلام يا رمش» (سلام يا باهي الخد /‏ سلام يا ذبح القلوب الخلية /‏ أنعم من النسمة على الخد /‏ وأغلى سلام لو ترده علي).

ومنها ثانيًا: «تيمة الفراق» التي نجد تجلياتها في أغنية «أبعتذر» (والله عليم يا أحلى العيون /‏ إن الفراق جزا الفراق /‏ أبجمع أوراق السنين وأودعك /‏ كان الفراق اللي تبين، الله معك)، وفي أغنية «الرسائل» (وليلة كانت الفرقا)، وفي أغنية«مرتني الدنيا» (عشاق ليلة وتفارقوا /‏ وصاروا بعيد) وكلها لمحمد عبده، وفي أغنية «تخير» (أنا ما أشير بالفرقا، ولا أحدك على المقعاد)، وأغنية «ياحمام ناح» (آه يا ليل المفارق /‏ ضاع في ليل المفارق /‏ والذي صبره قليل لا يفارق) وكلتاهما لعبدالمجيد عبدالله.

الأمير بدر مع الفنانين راشد الماجد وعبدالمجيد عبدالله

ومنها ثالثا: «تيمة العيون» وتحديدا العيون السود المرتبطة دائمًا بالليل والتي حضرت في أغنية «عيون الليل» لمحمد عبده (عيونك لاتوريها لغيري لاتوريها /‏ عيونك لي ولو أقدر عيونك عنك أداريها)، وفي أغنية «الله يرد خطاك» لطلال مداح (الله يرد خطاك لدروب خلانك /‏ لعيون ما تنساك لو طال هجرانك /‏ حق العيون السود السمع والطاعة)، وفي أغنية «الرسايل» لمحمد عبده (دمعة العين الكحيلة)، وفي أغنية «صابني» لطلال مداح (صابني بالهوى سهم العيون).

ومنها رابعا: «تيمة البسمة» التي نجدها في أغنية «صوتك يناديني» (يا البسمة العذبة /‏ عنك الصبر كذبة)، وفي أغنية «الفجر البعيد» (يا ساحر البسمة /‏ أساهرك نجمة)، وفي أغنية «أنا حبيبي» (أنا حبيبي بسمته تخجل الضي)، وفي أغنية «الرسايل» (في ليلة كنها الليلة عرفتك بسمتي وفجري /‏ وياليت البسمة ما كانت ولا الإحساس) وكلها لمحمد عبده.

الأمير بدر في شبابه

يقول السميري إن التأمل العميق للبدر في الحياة والناس قاده إلى كتابة الحب بطريقة مغايرة عن السائد وإلى تقديم العاشق في صورة مختلفة، وصولا إلى صورة المرأة التي يخاطبها دوما منذ السبعينات برهافة (حبيبتي ردي سلامي للهوى) و(حبيتها حبيبتي يا حلم /‏ ياللي أعرفك اسم /‏ وجو تصوره الحروف وأتخيله)، مبتعدا عن وصفها جسديا ومكتفيا بإشارات عامة مثل (ريانة العود)، و(هلي الجدايل ظللي عن الشمس /‏ وداري جبيني عن لهيب السموم). ثم يضيف: «ومن مزايا البدر أنه يكتب عن التفاصيل الأنثوية برؤيته الخاصة، فمثلا عندما كتب عن غرور المرأة استثمر الغرور الأنثوي بجمالية شعرية (واللحظة اللي كلها صد وغرور، أشوف قبري بين عينك، وقلبك) وفي أغانٍ أخرى حضور لمفردة الغرور (كفاك غرور يا حبي المغرور /‏ واللحظة اللي كلها صد وغرور). لا يحمل البدر في قصائده إدانة مباشرة للغرور، لكنه يلاطفه وقد يبجله أحيانًا أخرى. وفي المقابل نجده يعول كثيرًا على الحنان بل وينحاز له (يا اللي حنانك نظرة بين الأهداب). وفي قصيدة أخرى يجسده بطريقة مدهشة (وأشرب حنانك، آه يا حنانك/‏ظلي وجودك وشمسي حدودك). والبدر أحيانًا يغامر فيخرج عن السياق النمطي الذي يقدمه الشعراء عن المرأة فيقول: (يا طفلة تحت المطر... تركض وأتبعها بنظر /‏ تركض تبي الباب البعيد /‏ تضحك على الثوب الجديد /‏ ابتل وابتل الشعر). وفي صورة شعرية نجده يقدم المرأة المزهوة بالنرجسية (انتي لا ما انتي معايا /‏ لما تجمعنا الأماكن /‏ تاخذك مني المرايا /‏ انتي مشغولة بروحك /‏ ما ملك عقلك وروحك /‏ لا أنا ولا سوايا / ‏أعطي ظهرك للمرايا وشوفي غيرك /‏ اظهري من ليل كحلك ومن أساورك وحريرك).

المذيع غالب كامل يحاور الأمير بدر في برنامج مجلة التلفزيون وبينهما الفنان طلال مداح

ولد بدر بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز آل سعود في الرياض في 2 ابريل 1949، ابنًا ثانيًا لوالده الأمير عبدالمحسن من بعد الأمير بندر الذي توفي صغيرًا، وابنا ثانيًا لوالدته الأميرة وضحة بنت الحمود الفيصل الحمود الرشيد الشمري من بعد الأمير سعود بن عبدالمحسن. ونشأ كما قلنا آنفًا في بيت والده المضيف للعلماء والمفكرين والمكتنز بالمؤلفات النفيسة في الشعر والأدب، ما زرع فيه حب الأدب والشعر منذ الصغر. أما دراسته الابتدائية فقد كانت ما بين السعودية ومصر، ثم أكمل المرحلة المتوسطة في مدرسة الملكة فيكتوريا بالإسكندرية، والمرحلة الثانوية بجدة. وفي أعقاب حصوله على شهادة الثانوية العامة درس في كل من بريطانيا والولايات المتحدة.

جده هو الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود موحد الجزيرة ومؤسس الدولة السعودية الثالثة. والده هو الأمير عبدالمحسن الابن الثالث عشر من الذكور للملك عبدالعزيز من زوجته الأميرة الجوهرة بنت سعد السديري (توفيت في أثناء ولادتها له) التي كانت قد انجبت لجلالته قبل ذلك الأميرين سعد بن عبدالعزيز ومساعد بن عبدالعزيز. والأمير عبدالمحسن ولد في سلطنة نجد عام 1925 في الوقت الذي كان فيه الملك عبدالعزيز يحاصر جدة، ودرس في مدرسة الأمراء ثم أنهى دراسته في التاريخ والسياسة عام 1947، وتولى في حياته منصب وزير الداخلية زمن الملك سعود رحمه الله عام 1960، لكنه لم يستمر في هذا المنصب سوى عام واحد. وفي عهد الملك فيصل تمّ تعيينه عام 1965 أميرًا لمنطقة المدينة المنورة، حيث شهدت مدينة الرسول في عهده توسعًا عمرانيًا هائلاً وإنجازات عديدة كان يتابعها شخصيًا، ومنها افتتاح محطة تلفزيونية عام 1967 وتشييد طريق سريع للوصول إلى المسجد النبوي، واشتهر سموه عند الناس بالتواضع والزهد والنزاهة ولين الجانب حتى قيل إنه لم يتملك بيتًا في المدينة، ناهيك عن حادثة ما زالت محفورة في أذهان سكان المدينة وهي حادثة انهيار عمارة بشارع المناخة، حيث سارع سموه إلى الإقامة داخل خيمة ضربها في المنطقة المنكوبة لمدة أسبوعين كي يشرف بنفسه على عملية إزالة الأنقاض واستخراج الأحياء والمصابين. وظل الأمير عبدالمحسن يعمل إلى أن داهمه المرض واشتد عليه، فنقل إلى مستشفى الملك فيصل في الرياض عام 1981م، ليتوفى في مايو عام 1985 بعد صراع طويل مع المرض ويدفن في مقبرة العدل.

الملك سلمان مع أخيه الأمير
عبدالمحسن بن عبدالعزيز والد الأمير بدر

وقد رثاه إبنه البدر بقصيدة «غزوك يا شيخ انكف» والتي من أبياتها:

يابوي ليت الموت يرضى بلأسوام

يقبل بأحد غيرك ونرضيه بالسوم

ياخذ بدل يومك من أعمارنا عام

يفدي مطيحك خادمك كان بتقوم

يابوي أنا ما في يدي كود الأوهام

وش في يدي والموت حق ومقسوم

لا شك من يفنى على دين الإسلام

وطيب الذكر يكفيه لا قيل مرحوم

مرحوم يا ريف الأرامل والأيتام

ياللي رفيقك دوم مكرم ومحشوم

كل يشيله بالعمر دم وعظام

وانته تشيلك عزة النفس والزوم

وشقيق شاعرنا البدر هو الأمير سعود بن عبدالمحسن المولود عام 1947 والمتخرج من أكاديمية ساندهيرست العسكرية البريطانية، والذي يشغل منذ مارس 2021 منصب سفير لدى البرتغال بمرتبة وزير، وكان قبل ذلك مستشارًا خاصًا للملك سلمان بن عبدالعزيز، كما شغل منصب نائب أمير مكة المكرمة حتى عام 2000 عندما عين أميرا لمنطقة حائل خلفا لعمه الأمير مقرن بن عبدالعزيز.

والأمير البدر تزوج عدة مرات وأنجب العديد من البنين والبنات، وصدرت له حتى الآن ثلاثة دواوين تحت العناوين الآتية: (ما ينقش العصفور في تمرة العذق)، و(رسالة من بدوي)، و(لوحة ربما قصيدة)، وحاز على العديد والتكريمات منها: وشاح الملك عبدالعزيز من يد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان عام 2019، جائزة منظمة اليونيسكو في اليوم العالمي للشعر عام 2019 تكريما لإسهاماته الشعرية الفريدة على مدى 40 عامًا، تكريم من الهيئة السعودية العامة للترفيه عام 2019 خلال «ليلة الأمير بدر بن عبدالمحسن، نصف قرن والبدر مكتمل» مع تسمية المسرح الذي بني خصيصًا لهذه المناسبة باسمه وإهدائه تمثالاً نصفيًا له من الذهب الخالص، تكريم من قبل هيئة الأدب والنشر والترجمة السعودية عام 2021 بجمع وطباعة أعماله الأدبية كاملة تقديرًا لإسهاماته في الحراك الإبداعي السعودي.

الأمير بدر يتناول فطور الصباح جالسًا على الأرض

ومن ناحية أخرى، يعتبر البدر الذي كان أول رئيس لمجلس إدارة الجمعية السعودية للثقافة والفنون ما بين عامي 1973 و1977، من أكثر الشعراء السعوديين الذين تغنى بأشعارهم فنانون سعوديون وخليجيون وعرب ومنهم: طلال مداح ومحمد عبده وعبادي الجوهر وعبدالمجيد عبدالله وعلي عبدالكريم وخالد عبدالرحمن وراشد الماجد وعبدالرب إدريس وماجد المهندس وعبدالكريم عبدالقادر وعبدالله الرويشد ونوال الكويتية وكاظم الساهر وصابر الرباعي ونجاة الصغيرة وديانا حداد وأصالة.

من أعمال البدر الوطنية الأوبريتات الآتية: الله البادي، وقفة حق، فارس التوحيد، وطن الشموس، أئمة وملوك، مملكة الحب والسلام، يا دار. علاوة على أوبريت (فوق هام السحب) من غناء محمد عبده. وفي فبراير 2017، خلال أمسية شعرية على مسرح جامعة الفيصل الخاصة بالرياض، سُجل عن البدر قوله: «الحمدلله أنني من جيل ولد في عهد الملك عبدالعزيز رحمه الله، وعاصرت الملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد والملك عبدالله رحمهم الله، والآن أعيش في ظل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حفظه الله وأحتفظ بذكريات ومواقف إنسانية عظيمة مع كل واحد منهم». وحينما سئل عن موقف له مع الملك سلمان أجاب: «أتذكر أنه كانت لي أمسية قبل حوالي 27 عامًا وكانت قصيدة (فوق هام السحب) توها طالعة وفي أمسيتين قلتها وجاءت أمسية ما قلتها فيها، وجيت أسلم عليه أطال الله في عمره، وسألني ليش ما قلت قصيدة (فوق هام السحب)؟ قلت له سبق إني قلتها، فرد عليّ وقال كل أمسية لازم تقول فيها (فوق هام السحب) وكررها أكثر من مرة».