استطاعت دولة الإمارات العربية المتحدة تحقيق رقم عالمي جديد عبر إمارة حكومة دبي الرقمية، التي تعتبر أول حكومة بالعالم تعتمد جميع إجراءاتها على التقنية الرقمية وتتخلى عن الورق في جميع مؤسساتها ودوائرها، وذلك في الـ11 من ديسمبر الجاري.
قبل 4 سنوات، رسم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، هدفاً استراتيجياً عملت على إنجازه فرق العمل الحكومية بالإمارة، بروح الفريق الواحد من أجل تحقيق هذه النتيجة، التي أسهمت في ترسيخ مكانة دبي كرمز عالمي للمدن الذكية المتكاملة والمستدامة، وفي الخامس من فبراير لعام 2018 أطلق سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي «استراتيجية دبي للمعاملات اللاورقية» وذلك في إطار رؤية حاكم دبي التي تسهم في ترسيخ النظرة الشاملة ليس على مستوى دبي، فحسب بل تجاه كوكب الأرض الذي نعيش فيه، وبإلغاء المعاملات الورقية سنلغي طباعة أكثر من مليار ورقة في حكومة دبي سنويا تكفي كلفتها لتغذية 4 ملايين طفل جائع حول العالم، وتنقذ 130 ألف شجرة سنويا، وتوفر على الأفراد أكثر من 40 ساعة سنوياً لكل منهم، كانت تقضى في إنجاز المعاملات الورقية، ومن خلال تطبيق هذه الإستراتيجية خلال الفترة الماضية تم الاستغناء عن 158 مليون ورقة كانت تستهلكها في المعاملات الحكومية في 19 جهة حكومية، وبلغ حجم المكاسب المتحققة 684 مليون درهم سنوياً.

كما عززت دبي مكانتها كعاصمة رقميةً بإطلاقها مبادرة البيانات الأكثر ابتكاراً وشمولية على مستوى العالم، حيث تُعد المدينة الأولى على الصعيد العالمي التي تطلق مؤسسة للبيانات وتصدر قانوناً وسياسات تُنظّم عملية فتح ومشاركة والاستفادة من البيانات، كذلك أطلقت دبي في مايو من العام 2018 «الشبكة العالمية للمدن الذكية» وهي الأولى من نوعها، والتي تهدف لنشر المعرفة على مستوى العالم لتمكين كافة المدن من الاستفادة من قصص النجاح والخبرات في هذا المجال.

ولولا نجاح الرؤية المستقبلية للدولة لما تخطت الإمارات جائحة كوفيد-19 التي أوقفت معظم أنظمة العالم، فكانت الإمارات تسير بكل سهولة ويسر في تقديم جميع الخدمات، ولم تتوقف دائرة واحدة عن العمل بل تضاعف الإنتاج خلال تلك الفترة، وهذا النجاح لم يتحقق عبثاً، بل لأن هناك مخططين واعين لمستقبل هذا الوطن المعطاء