لا يمكن أن تتوافر بيئات العمل الجاذبة والملهمة التي تتميز بالإنتاجية والفاعلية والكفاءة والولاء دون أن يكون لديها تصور وفهم حقيقي لمفهوم الثقافة الوظيفية. وعلى الرغم من حداثة هذا المصطلح الذي دخل في علم الإدارة الحديثة، إلا أنه كان يطبق على استحياء بمسميات وأساليب أخرى.
والمقصود بالثقافة الوظيفية هو الدور الذي يقوم به الموظف لتنمية معارفه وثقافته ومهاراته فيما يخص العمل، حتى يتمكن من تطوير نفسه وأدائه بشكل أفضل. ولأهمية الثقافة الوظيفية في بناء استراتيجية الاستثمار في رأس المال البشري، قامت المؤسسات والشركات بوضع فلسفة الثقافة الوظيفية ضمن أنظمتها الداخلية، وأصبحت عنصرا فاعلا في تطوير القوى العاملة.
تعد القراءة أهم مصدر للثقافة الوظيفية وهذا يعتمد على الفرد وقدرته على مواصلة الشغف عبر قراءة الكتب المتخصصة ومتابعة الدوريات والمجلات العلمية في مجاله، والغوص في المواقع الإلكترونية التي تمتلئ بالكثير وبكل التفاصيل. كما أن حضور الدورات التدريبية تسهم في تنمية قدرات العاملين بوقت قياسي وقد تتجاوز عائق الأسلوب النظري. أيضا الندوات والمؤتمرات وورش العمل تساعد على تقديم الحديث والمفيد في إتاحة المجال للمختصين لعرض وجهات النظر وبناء شبكة علاقات.
إن تجاهل المؤسسات والوزارات لمفهوم الثقافة الوظيفية قد يتسبب في عديد من الأمراض الإدارية التي تبدأ من التذمر والتسويف مرورا بالصراعات والمشكلات بين الموظفين حتى الاحتراق الوظيفي والترهل الإداري. وهذا مكلف اقتصاديا علاوة على سوء الاستخدام الأمثل للموارد البشرية.
في الواقع أصبحت الثقافة الوظيفية مطلبا لا خيارا للجهات التي تبحث عن بقاء الكفاءات وصناعة الولاء وجلب أنظار الآخرين بمغازلتهم بما لديهم من استراتيجيات لتطوير العاملين. بالمختصر الثقافة الوظيفية مشروع تهيئة وبناء ودعم العقول في المؤسسات.