سريعة هي خطوات العالم نحو الرقمنة، تلك التي فتح عينيه عليها واسعة، حيث وجد فيها السرعة في الإنجاز، وبعضاً من ملامح الراحة للبشرية، حتى بات إنجاز كثير من المعاملات على بعد نقرة زر واحدة، تلك الرقمنة شكلت رافداً اقتصادياً مهماً، لدرجة أن بعض الدول أقامت لها وزارات خاصة، لضمان التحول السريع نحوها، ولأجلها فتحت الدول أبواب خزائن معارفها، لتطلق العنان للابتكار والإبداع، اللذين مهدا الطريق أمام الرقمنة، التي أصابت معظم جوانب حياتنا.
بين جنبات معرض «إكسبو 2020 دبي»، كانت الرقمنة حاضرة، فقد زينت زوايا العديد من الأجنحة الدولية، التي تنافست في ما بينها على إظهار ما تمتلكه الدول من ابتكارات، وفتحت عيون الناس على حجم اقتصاد الرقمنة، إيماناً منها بأن هذا هو الطريق نحو المستقبل، وفي ذلك هي صادقة، لذا لم يكن غريباً أن تستثمر إيطاليا وحدها نحو 17 مليار دولار سنوياً في البحث والتطوير، من أجل صناعة السيارات فقط، تلك التي تشكل أحد أشكال التنقل، وهو عصب المعرض الدولي، إلى جانب رفيقيه الاستدامة والفرص، وليس غريباً أيضاً أن تكون الرقمنة إحدى أولويات الحكومة في الجزائر، بالنظر إلى ما توفره من مزايا وفرص، وربح في الوقت والجهد، وتسهيل في الخدمات والتعاملات، ولم يكن غريباً أيضاً أن تمضي الأردن على النسق ذاته، لتستثمر الملايين في الرقمنة، وتطلق استراتيجية خاصة تمتد حتى 2024، ومن قبل الأردن والجزائر، كانت الإمارات قد سلكت الدرب، واجتهدت كثيراً في إعداد بنية تحتية قوية للرقمنة، وهو ما نتلمسه يومياً في عديد الخدمات، التي تقدمها الحكومة وحتى القطاع الخاص، والتي أصبح الوصول إليها لا يتطلب سوى امتلاك هاتف متحرك ذكي.
أشكال الرقمنة على اختلافها تتجلى في «إكسبو 2020 دبي»، تراها واضحة في أجنحة كثيرة كما اليابان، وألمانيا وبيلاروسيا، وكذلك في جناح روسيا، الذي يبدو بداخله أشبه بغابة رقمية.
التعليقات