مع إسدال الستار على معرض اكسبو الدولي في دولة الإمارات العربية المتحدة، لابد من وقفة مع هذا الحدث المذهل الذي كان مفخرة العرب والخليج بأهلنا وأشقائنا والقيادة المتحفزة نحو التميز والمنافسة الخلاقة التي لا تتحدى إلا نفسها ولا تصبو إلا لمعارج العلا بخطوات ثابتة من التخطيط ونتائج ملموسة من التطوير.
لقد زرت المعرض وذُهلت من مستوى التنظيم الرائع والمساحة الهائلة التي تم تشييد أقسام وأجنحة المعرض عليها بجانب مختلف المرافق الأساسية، فقد رأيت عملا جباراً يقف وراءه فريق وطني هائل وملتزم بتنفيذ رؤية قيادته الملهمة.
وما أذهلني أكثر جناحنا البحريني، فمن أول المدخل تقرأ شعاره (الكثافة تنسج الفرص) وتستغرب من كمية الأعمدة المتشابكة التي تغطي مساحة الجناح وتحتها معروضات تعود لحقبة دلمون، بجانب شاشات العرض الكبيرة لمجلس التنمية الاقتصادية.
يبدو الأمر في أوله غريبا مع كثرة الأعمدة المعدنية، لكن شبابا بحرينيين متطوعين يتلقفون الزوار ويشرحون بتفاصيل دقيقة بأن المغزى من ذلك هو ابراز سمة التنوع العرقي والثقافي والديني في المملكة، واعتبارها مفخرة البحرين منذ حضارة دلمون إلى يومنا هذا.
ورغم رحابة الشباب البحرينيين في المعرض، إلا أن وجها نسائيا بينهم كان لافتا، فقد اقتربت منا شابة بحرينية بطلة بهية وأسلوب مهذب تلقي التحية وتعرفنا على أسباب المشاركة وفريقها، وتعكس بكل اعتزاز جهود هيئة الثقافة في الإعداد والتنظيم لهذه المشاركة كي تليق باسم المملكة كما كانت من قبل في معرض اكسبو بمدينة ميلان الايطالية.
وبينما هي تسرد وتشرح كانت أنا نظرتي إلى الجازية عبدالملك نظرة فخر أن تمثلنا وتشرح عن بلادنا بهذا المستوى الرائع، فوجودها بين الشباب المتطوعين يمثلون جميعهم هوية بحرينية متأصلة ومهتمة بأدق التفاصيل لإبراز الصورة النيرة لزوار الجناح عن بحريننا.
ولعمري أجمل ما سوف احمله من ذكريات الزيارة التي كتبت عنها في دفتر الزوار، الضيافة المبتكرة من شبابنا الطهاة، فلأول مرة أتذوق عصير الليمون الأسود!
كما سترسخ في ذهني لمسات المصمم عمار بشير في تصميم المجلس البحريني الذي يشبه الخيمة العربية، فقد كان أنيقا ولافتا ببساطته ومساحته.
فكل التحية والتقدير لهيئة الثقافة وعلى رأسها معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة ولكافة كوادرنا التي ساهمت بنجاح المشاركة البحرينية في المعرض، وشكرا لقيادة الإمارات الشقيقة ودبي على النجاح الباهر في تنظيم اكسبو.
وتهنئة مني بهذا الانجاز الوطني لكل أهل الإمارات وصديقتي الغالية ميثة المرزوقي وهي تطوف بي أجنحة المعرض وتشرح لي بكل حب واعتزاز عن اجنحته التي كانت تتجول فيها دائما لتستكشف ابعاده التي تصب في جعله منصة تتيح للمجتمع الدولي التعاون لاكتشاف الحلول الرائدة للتنمية.
نعتز بكم يا أهل الإمارات، فنجاحكم نجاح لكل العرب ومفخرة لخليجنا المشترك.
التعليقات