أعلنها أمين الناصر الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو الثلاثاء الماضي بكل صدق وواقعية بقوله "لهذا السبب أشعر بقلق بالغ" عندما يتعافى الاقتصاد العالمي، سينمو الطلب العالمي على النفط بأسرع من النمو في الطاقة الإنتاجية الفائضة، وعندئذ سيقع الفأس في الرأس وسيدرك العالم مخاطر أزمة الطاقة وعدم حرصه على أمنها، إنه نقص الاستثمارات في النفط والغاز الذي حد من قدرات الطاقة الفائضة وقت الحاجة، حيث انخفضت بأكثر من النصف ما بين 2014 و2021، ولن تكن الزيادات اللاحقة كافية لسد الفجوة بين العرض والطلب، كما أكد أن الاستثمار السنوي في النفط والغاز بلغ 700 مليار دولار في 2014، حيث انخفض بما يزيد على 300 مليار دولار في العام الماضي. إنها نتيجة الضغوط الدولية على الوقود الأحفوري في إطار مكافحة الانبعاثات الكربونية والتغير المناخي والتحول السريع إلى الطاقة المتجددة دون التفكير في وقود الوصول إلى الطاقة المتجددة في الأجل الطويل، إن ما يحدث هذه الأيام هو أكبر شاهد وإثبات على الخطأ الجسيم الذي تسببت فيه تلك السياسات الهاربة من تحسس رائحة النفط والغاز نحو الطاقة المتجددة المحدودة، بدلا من المشي بخطى ثابتة من طاقة الحاضر إلى طاقة المستقبل المستدامة.

أما جيمي ديمون الرئيس التنفيذي لشركة جي بي مورغان، خلال جلسة استماع في الكونغرس الأسبوع الماضي، فقال "الطريق إلى الجحيم لأميركا"، بعد أن رفضت البنوك تمويل مشاريع النفط والغاز الجديدة ومعارضتها المتزايدة لقواعد إزالة الكربون الصارمة، وتدرس بعض الشركات، بما في ذلك جي بي مورغان، الخروج من تحالف غلاسكو المالي لصافي الصفر، وفقا لتقرير فايننشال تايمز. كما حذر ديمون من حقيقة أزمة الطاقة الحالية التي أدت إلى ارتفاع الانبعاثات بزيادة استخدام الفحم تزامنا مع نقض معروض النفط والغاز في الأسواق العالمية، وأن البلاد بحاجة إلى استثمار أكثر وليس أقل في النفط والغاز، فما زال العالم يحتاج إلى 100 مليون برميل من النفط والغاز بشكل فعال يوميا خلال الـ 10 سنوات المقبلة (Oilprice.com).

إن الطاقة العالمية في خطر ما بين القلق والجحيم وعدم اليقين مع ضآلة الاستثمارات وصارمة الأنظمة ضد شركات النفط والغاز للوصول إلى الحياد الصفري خلال العقد المقبل، هكذا حددت السعودية سقف طاقة إنتاجها عند 13 مليون برميل يوميا بحلول 2027، وبقاء إنتاج النفط الأميركي عند 12.1 مليون برميل يوميا مقارنة بـ 13 مليون برميل يوميا قبل هذه الأزمات، وسحب الفدرالي من احتياط النفط الاستراتيجية (SPR) الذي انخفض بـ 192.4 مليون برميل إلى 427.2 مليون برميل مقارنة بالعام الماضي. كما عادت بريطانيا إلى رفع الحظر عن إنتاج الغاز الصخري في الأسبوع الماضي ودعمها لتراخيص النفط والغاز الجديدة في بحر الشمال.

وأقول "الأزمات تكشف المخاطر".